للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمطّوّعي، ابن محيصن في (المفردة)، وقرأ ابن كثير، وكذا أبو جعفر ﴿فَيُضاعِفَهُ﴾ بغير ألف وتشديد العين ورفع الفاء، ووافقهما ابن محيصن من (المبهج)، وقرأ ابن عامر، وكذا يعقوب بتشديد العين من غير ألف بعد الصّاد ونصب الفاء، ووافقه الشّنبوذي والحسن فالتشديد أو التّخفيف لغتان بمعنى، وقد تقدم في «البقرة».

وأمال ﴿تَرَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ (١) وصلا السّوسي بخلف عنه، وقرأ الباقون بالفتح، وبه قرأ السّوسي في وجهه الثّاني، وأماله وقفا أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا خلف ووافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق كقالون من (العنوان) بالتّقليل، والباقون بالفتح.

واختلف في ﴿اُنْظُرُونا﴾ (٢) فحمزة بقطع الهمزة المفتوحة في الحالين وكسر الظاء من الإنظار بمعنى الانتظار، أي: انتظرونا (٣) لنلحق بكم فنستضيء بنوركم، ووافقه المطّوّعي، وقرأ الباقون بوصل الهمزة وضم الظاء من نظرة بمعنى انتظره كالقراءة الأولى، وذلك أنّه يسرع بالخلّص إلى الجنّة على نجب (٤) فيقول المنافقون:

"انتظرونا لأنّا مشاة ولا نستطيع لحوقكم "، ويجوز أن يكون من النظر وهو الإبصار لأنّهم إذا نظروا إليهم استقبلوهم بوجوههم فيضيء لهم المكان، وهذا أليق بقوله ﴿نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ﴾، قال معناه الزّمخشري، لكن تعقبه أبو حيّان: بأنّ النّظر بمعنى الإبصار لا يتعدى بنفسه في لسان العرب إلاّ في الشعر إنّما يتعدى ب «إلى».

وقرأ ﴿قِيلَ﴾ (٥) بالإشمام هشام والكسائي، وكذا رويس، وافقهم الحسن والأعمش.


(١) الحديد: ١٢.
(٢) الحديد: ١٣، النشر ٢/ ٣٨٤، المبهج ٢/ ٨٤١، مصطلح الإشارات: ٥١٦، إيضاح الرموز: ٦٩٠، الدر المصون ١٠/ ٢٤٤، البحر المحيط ١٠/ ١٠٥، الكشاف ٤/ ٤٧٥.
(٣) في الأصل: «انتظرتمونا»، وما أثبته هو ما في الدر ١٠/ ٢٤٣.
(٤) نجائب الإبل: خيارها، المعجم الوسيط ٢/ ٩٠١.
(٥) الحديد: ١٣، سورة البقرة: ١١، ٣/ ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>