للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بفتح النّون والزّاي المخففة من نزل ثلاثيا لازما مبنيّا للفاعل وهو ضميره، وعن الأعمش بضمّ النّون وكسر الزّاي مشددة مبنيّا للمفعول، وقرأ الباقون بفتح النّون والزّاي المشددة معدّى بالتضعيف وإسناده إلى ضمير اسم الله - تعالى -، وبذلك قرأ رويس من غير طريق أبي الطيب، قال في الدر: «ما» في قوله: ﴿وَما نَزَلَ﴾ على قراءة التّخفيف يتعين أن تكون اسمية، ولا يجوز أن تكون مصدرية؛ لئلا يخلوا الفعل من الفاعل، وعلى قراءة التّشديد يجوز أن تكون مصدرية وإن تكون بمعنى «الذي» " (١).

واختلف في «ولا تكونوا» (٢) فرويس بالتاء من فوق بالخطاب على الالتفات، وقرأ الباقون بالتاء من فوق على الغيبة جريا على ما تقدم ﴿أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ﴾.

واختلف في ﴿الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ﴾ (٣) فابن كثير وأبو بكر بتخفيف الصّاد فيهما من التصديق، أي: صدّقوا الرّسول ، أي: آمنوا بما جاء به كقوله: ﴿وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ﴾ وافقهما ابن محيصن، وقرأ الباقون بالتّشديد من الصّدقة وهو مناسب لقوله: ﴿وَأَقْرَضُوا اللهَ﴾، والأصل: «والمتصدقين والمتصدقات» فأدغم التاء في الصّاد طلبا للخفة، وبها قرأ أبيّ، وقد يرجّح الأوّل بأنّ الإقراض مغن عن ذكر الصدقة.

وقرأ «يضعف» (٤) بتشديد العين من غير ألف ابن كثير وابن عامر، وكذا أبو جعفر ويعقوب، ووافقهم ابن محيصن من (المبهج)، وقرأ الباقون بالتخفيف في غير ألف، ووافقهم ابن محيصن من (المفردة) (٥).


(١) الدر المصون ١٠/ ٢٤٨.
(٢) الحديد: ١٦، النشر ٢/ ٣٨٥، المبهج ٢/ ٨٤١، مصطلح الإشارات: ٥١٧، إيضاح الرموز: ٦٩٠، الدر المصون ١٠/ ٢٤٧.
(٣) الحديد: ١٨، النشر ٢/ ٣٨٥، المبهج ٢/ ٨٤٢، مفردة ابن محيصن: ٣٥٣، مصطلح الإشارات: ٥١٧، إيضاح الرموز: ٦٩٠، الدر المصون ١٠/ ٢٤٨.
(٤) الحديد: ١٨، النشر ٢/ ٣٨٥.
(٥) سورة البقرة: ٢٤٥، ٣/ ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>