للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا سيما إن كان قبلها حرف مجهور كهذا، لأنّ أصله: «يوجهه» بهاءين، كما رسم في الأمهات، فلمّا سكنت الهاء الأولى للشّرط أدغمت في الثّانية، فالنّطق بهاء واحدة، وكذا كلّ مشدّدة، ك ﴿فَمَهِّلِ﴾ (١)، وليتحرز من فكّها.

وقد اختلف في إدغام: ﴿مالِيَهْ * هَلَكَ﴾ (٢) للتّماثل وسكون الأوّل منهما، والجمهور على الإظهار، لأنّ السّابقة للسّكت، ولولا الهمس والرّخاوة اللّذان فيها مع شدّة الخفاء لكانت همزة، ولولا الشّدة والجهر اللّذان في الهمزة لكانت هاء (٣).

وبالعين: متحفّظا بما فيها من الجهر، الذي لولاه مع بعض الشّدّة لكانت حاء، ولولا الهمس والرّخاوة في الحاء لكانت عينا، فإن أتى بعدها مهموس، ك ﴿وَلا تَعْتَدُوا﴾ فليبين جهرها وما فيها من الشّدة، فإن وقع بعدها ألف ك ﴿الْعالَمِينَ﴾ فلترقّق، أو عين مثلها، ك ﴿وَطُبِعَ عَلى﴾ (٤) تعين بيانها لصعوبتها، أو غين معجمة، ك ﴿وَاِسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ﴾ (٥)، لئلا يبادر اللسان إلى الإدغام للتّقارب (٦).

وأمّا الحاء: فقال الخليل في كتاب (العين):" لولا بحّة في الحاء لكانت مشبّهة بالعين "، فيعتنى بإظهارها إذا وليها مجانس أو مقارب، ك ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ﴾، و ﴿وَسَبِّحْهُ﴾ (٧) فربّما قلبت في السّابقة عينا وأدغمت، وفي الثّانية قلبت الهاء حاء، لقوّتها وضعف الهاء، فيجذب القويّ الضّعيف فتصير حاء مشددة، وهو ممتنع، وإن وليها مستعل، ك ﴿أَحَطْتُ﴾ (٨)، و ﴿الْحَقُّ﴾ وجب ترقيقها، وكذا إن اكتنفها اثنان،


(١) الطارق: ١٧.
(٢) الحاقة: ٢٨.
(٣) النشر ١/ ٢٢٣، والنقل بتصرف.
(٤) التوبة: ٨٧.
(٥) النساء: ٤٦.
(٦) النشر ١/ ٢٢٠، التمهيد: ١٣٥.
(٧) المائدة: ١٣، الإنسان: ٢٦ على الترتيب.
(٨) النمل: ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>