للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النّهرواني عن ابن وردان الإسكان، وغيره روى الضّم عنه، ومعناه: البعد، أي أبعدهم الله، وانتصابه على المصدر، أي: سحقهم الله سحقا قال الشاعر (١):

يجول بأطراف البلاد مغرّبا … وتسحقه ريح الصّبا كلّ مسحق

والفعل منه ثلاثي، وقال الزجاج (٢): أي: أسحقهم الله سحقا، أي: باعدهم بعدا.

وقرأ ﴿وَإِلَيْهِ النُّشُورُ * أَأَمِنْتُمْ﴾ (٣) بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثّانية بين بين وإدخال ألف بينهما قالون وأبو عمرو، وهشام من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني، وكذا أبو جعفر، ووافقهم اليزيدي، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني والأزرق في أحد وجهيه والبزي، وكذا رويس وتسهيلها من غير ألف، ووافقهم ابن محيصن، وقرأ الأزرق في الوجه الثّاني عن ورش بإبدالها ألفا خالصة مع القصر لعروض حرف المدّ بالإبدال وضعف السبب بتقدمه على شرطه، وقرأ قنبل في الوصل بإبدال الأوّل واوا من غير خلف وبتسهيل الثّانية بين بين من طريق ابن مجاهد من غير ألف، وبالتحقيق من طريق ابن شنبوذ، وإذا ابتدأ بتحقيق الأولى ويسهل الثّانية بين بين على ما تقدم، ولم يبدل الأولى لزوال موجبة وهو انضمام ما قبلها وهي مفتوحة نحو: ﴿مُؤَجَّلاً﴾ و ﴿يُؤاخِذُ﴾، وتقدم نظيره ب «آل عمران»، وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا خلف وروح بتحقيق الثّانية كما تقدّم في بابه.

وقرأ ﴿السَّماءِ أَنْ﴾ (٤) بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثّانية ياء محضة مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو، وكذا أبو جعفر ورويس، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي،


(١) البيت من الطويل وهو لامرئ القيس، وهو في ديوانه: ١٣٠، البحر المحيط ١٠/ ٢٢٤، الدر المصون ١٤/ ٣٧.
(٢) معاني القرآن للزجاج ٥/ ١٩٩.
(٣) الملك: ١٦، النشر ٢/ ٣٨٩، مصطلح الإشارات: ٥٢٩، إيضاح الرموز: ٧٠٤، المبهج ٢/ ٨٥٤، سورة آل عمران: ١٤٥، ٣/ ٣٧٣.
(٤) الملك: ١٦، ١٧، النشر ١/ ٣٨٧، الهمزتين من كلمتين ٣/ ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>