للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما كان القارئ واقفا وهو لا يدرى لشرعه الوصل "، وهذا قد سبقه إليه صاحب (جامع البيان) (١) وعبارته:" فمن روى التحقيق يعني في ﴿كِتابِيَهْ * إِنِّي﴾ لزمه أن يقف على الهاء في قوله: ﴿مالِيَهْ * هَلَكَ﴾ وقفه لطيفة في حال الوصل من غير قطع لأنّه واصل بنيّة واقف، فيمتنع بذلك من أن يدغم في الهاء التي بعدها قال:" ومن روى الإلقاء لزمه أن يصلها ويدغمها في الهاء التي بعدها لأنّها عنده كالحرف اللازم الأصلي " انتهى، وأمّا قول السّخاوي:" المختار أن يوقف عليه لأنّ الهاء إنّما اجتلبت للوقف فلا يجوز أن توصل فإن وصلت فالاختيار الإظهار لأنّ الهاء موقوف عليها في النية لأنّها سيقت للوقف، والثّانية منفصلة منها فلا إدغام " (٢)، فقال ابن الجزري بعد أن ذكر ما تقدم:" ما قاله أبو شامة: أقرب إلى التحقيق وأحرى بالرواية والتدقيق "- يعني ممّا قاله السّخاوي، والله أعلم.

واختلف في ﴿تُؤْمِنُونَ﴾ (٣) فابن كثير، وابن عامر بخلاف عن ابن ذكوان، وكذا يعقوب بغير خلف بالياء من تحت فيهما على الغيبة حملا على قوله: ﴿الْخاطِؤُنَ﴾، ووافقهم ابن محيصن والحسن، وقرأ الباقون بالتاء من فوق حملا على ﴿بِما تُبْصِرُونَ * وَما لا تُبْصِرُونَ﴾، وبذلك قرأ ابن ذكوان من طريق النّقّاش عن الأخفش، والغيب عن ابن ذكوان من طريق الصّوري عنه، والعراقيون عن الأخفش عنه من أكثر طرقه.

واختلف أيضا في ﴿تَذَكَّرُونَ﴾ (٤) فابن كثير وهشام، وابن ذكوان من طريق الصّوري، وكذا يعقوب بالياء من تحت على الغيب أيضا وتشديد الذّال، قال الدّاني:

"وهو الصحيح عن ابن ذكوان، وعليه العمل عنه أهل الشام، وبذلك قرأت من


(١) جامع البيان ٢/ ٦١٢.
(٢) فتح الوصيد للسخاوي ٢/ ٣٩٠.
(٣) الحاقة: ٤١، النشر ٢/ ٣٩٠، المبهج ٢/ ٨٥٨، مفردة ابن محيصن: ٣٦٦، مفردة الحسن: ٥٢٧، مصطلح الإشارات: ٥٣٣، إيضاح الرموز: ٧٠٧، الدر المصون ١٠/ ٤٤٠.
(٤) الحاقة: ٤٢، النشر ٢/ ٣٩٠، المبهج ٢/ ٨٥٨، مفردة ابن محيصن: ٣٦٧، المصطلح: ٥٣٣، الدر المصون ١٠/ ٤٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>