للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿نِصْفَهُ﴾، وأمّا قوله: ﴿وَثُلُثَهُ﴾ فإن قوله: ﴿أَوِ اُنْقُصْ مِنْهُ﴾ قد ينتهي النقص في القليل إلى أن يكون الوقت [ثلث الليل] (١)، وأمّا قوله ﴿أَوْ زِدْ عَلَيْهِ﴾ فإنه إذا زاد على النصف قليلا كان الوقت أقل من الثلثين فيكون قد طابق أدنى من ثلثي الليل، ويكون قوله:

﴿نِصْفَهُ أَوِ اُنْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً﴾ شرحا لمبهم ما دلّ عليه قوله: ﴿إِلاّ قَلِيلاً﴾ قاله في (الدر) ك (البحر)، وجوّز بعضهم أن يكون النّصب بدل في ﴿اللَّيْلَ﴾ أو من ﴿قَلِيلاً﴾ أو بفعل مضمر، أي: قم، واختار الجعبري (٢) قراءة النّصب لصراحته في أنّ النّبي قام بما كلف به على الوجه الأكمل إلى أن تسمح لئلا يلزم أحد أمرين تكليف ما لا يطاق ولا يقوم به خلافا لمدّعيه، أو تركه ما كلف به مع القدرة عليه، ويجل منصبه عن ذلك، انتهى، وافقهم ابن محيصن والأعمش، وقرأ الباقون بخفض الفاء والتّاء وكسر الهاءين عطفا على ﴿ثُلُثَيِ اللَّيْلِ﴾ المجرور ب ﴿مِنْ﴾، والمعنى على هذه القراءة أنّه قيام مختلف: مرة أدنى من الثلثين، ومرة أدنى من النصف، ومرة أدنى من الثلث، وذلك لمعرفة تعذر البشر بمقدار الزمان مع عذر النوم وذلك تقريب لا تحديد، وخرج ب ﴿نِصْفَهُ﴾ التّالي ل ﴿ثُلُثَيِ﴾ ﴿إِلاّ قَلِيلاً﴾ نصفه المتفق على فتحة.

وفي هذه السّورة من الإدغام الكبير (٣) واحد.

*****


(١) في غير (ط، أ) [ثلثي الليل].
(٢) كنز المعاني ٥/ ٢٤٤٤.
(٣) الإدغام الكبير: ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>