للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لأن ﴿عالِيَهُمْ﴾ بمعنى فوقهم" (١) /وقال ابن عطية (٢): ويجوز في النّصب أن يكون على الظرف لأنّه بمعنى فوقهم، ويحتمل أن يكون حال من الضّمير في ﴿عالِيَهُمْ﴾ أو حال من مفعول ﴿حَسِبْتَهُمْ﴾.

واختلف في ﴿خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ (٣) فنافع وحفص بالرّفع فيهما فرفع ﴿خُضْرٌ﴾ على النعت ل ﴿ثِيابُ﴾، ورفع ﴿وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ نسقا على الثياب، ولكن على حذف مضاف، أي: وثياب استبرق، ومثله: "على زيد ثوب خزّ وكتان"، أي: وثوب كتان، ووافقهما الحسن لكنّه بغير تنوين فيهما، وقرأ ابن كثير وأبو بكر بخفض الأوّل ورفع الثّاني فخفض «خضر» على أنّه نعت ل ﴿سُندُسٍ﴾ ورفع ﴿وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ على النسق على «ثياب» بحذف مضاف، أي: وثياب استبرق، ووافقهما ابن محيصن إلاّ أنّه لم ينونهما، وزاد من (المفردة) وصل همزة القطع، وقرأ أبو عمرو وابن عامر، وكذا أبو جعفر ويعقوب برفع الأوّل وخفض الثّاني فرفع ﴿خُضْرٌ﴾ نعتا ل ﴿ثِيابُ﴾ وخفض «استبرق» نسقا على ﴿سُندُسٍ﴾، أي: ثياب خضر من سندس ومن استبرق، فعلى هذا يكون الإستبرق أيضا أخضر، ووافقهم اليزيدي، وقرأ حمزة والكسائي، وكذا خلف بخفضهما فخفض «خضر» على النعت ل ﴿سُندُسٍ﴾، واستشكل على هذا وصف المفرد، وبالجمع فقال مكّي: "هو اسم للجمع، وقيل: هو جمع: سندسة" (٤) ك «تمر» و «تمرة»، واسم الجنس وصفه بالجمع سائغ فصيح، قال - تعالى -: ﴿وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ﴾ (٥)، وإذا كانوا قد وصفوا المفرد المحلّى بكونه مرادا به الجنس بالجمع في قولهم: "أهلك النّاس الدينار والخمر والدرهم البيض"، وفي التّنزيل:


(١) الإملاء ٢/ ٢٧٧.
(٢) المحرر الوجيز ١٦/ ١٩٢.
(٣) الإنسان: ٢١، النشر ٢/ ٣٩٧، المبهج ٢/ ٨٦٩، مفردة ابن محيصن: ٣٧٧، مفردة الحسن: ٥٤١، مصطلح الإشارات: ٥٤٤، إيضاح الرموز: ٧١٧، الدر المصون ١٠/ ٦١٦.
(٤) إعراب المشكل ٢/ ٤٤١.
(٥) الرعد: ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>