للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأن كانت فتحة نحو: ﴿اِتَّقَوْا وَآمَنُوا﴾ (١) وجب إدغام السّابقة في لاحقتها اتّفاقا، فإن شدّدت نحو: ﴿لَوَّوْا﴾، و ﴿عَدُوًّا﴾، و ﴿وَأُفَوِّضُ﴾ (٢) وجب بيان التّشديد بقوّة من غير تمضّغ.

وأمّا الباء الموحدة: ففيها من صفات القوة: الجهر والشدة، فالجهر منع النفس أن يجري معها، والشّدة انحصار صوت الحرف عند مخرجه بحيث لا يجري، ولا يلزم من الجهر الشّدّة، ولا من الشّدّة الجهر، لأنّه قد يجري النفس مع الحرف ولا يجري الصّوت معه كالكاف والتّاء، وقد يجري الصّوت ولا يجري النفس كالضّاد، ومخرج الفاء/والباء متقاربان، فإذا لم توف الباء حقّها من الجهر والشدّة شابه لفظها لفظ الفاء، وقد يبالغ في المحافظة على شدّتها فتخرج عن حدّها، ويقبح لفظها، وإذا وقع بعدها ألف تعيّن ترقيقها من غير مبالغة تفضي إلى الإمالة، كما يفعله كثير من المغاربة، خصوصا إذا وليها حرف مفخم، نحو: ﴿بَرِقَ﴾ و ﴿وَباطِلٌ﴾ (٣)، فإن وقع بينهما ألف نحو: ﴿وَباطِلٌ﴾ (٤)، و «باع» (٥) و ﴿باغٍ﴾ (٦)، و ﴿وَالْأَسْباطِ﴾ (٧) كان التّحفّظ بترقيقها آكد، فإن سكنت وجب مع ترقيقها قلقلتها، نحو: ﴿رَبْوَةٍ﴾، و ﴿عِبْرَةٌ﴾، و ﴿فَانْصَبْ﴾، و ﴿الْحِسابِ﴾ (٨) في الوقف، فإن لقيت مثلها نحو: ﴿فَاضْرِبْ بِهِ﴾ (٩) لزم إدغامها فيما يليها، وإن لقيت ميما نحو: ﴿اِرْكَبْ مَعَنا﴾ (١٠)، أو فاء نحو:


(١) المائدة: ٩٣.
(٢) الآيات على الترتيب: المنافقون: ٥، البقرة: ٩٧، ٩٨، غافر: ٤٤.
(٣) الآيات على الترتيب: القيامة: ٧، الأعراف: ١٣٩.
(٤) الأعراف: ١٣٩، هود: ١٦.
(٥) ليس في القرآن «باع».
(٦) البقرة: ١٧٣، الأنعام: ١٤٥، النحل: ١١٥.
(٧) البقرة: ١٣٦، ١٤٠، آل عمران: ٨٤، النساء: ١٦٣.
(٨) الآيات على الترتيب: المؤمنون: ٥٠، يوسف: ١١١، الشرح: ٧، البقرة: ٢٠٢.
(٩) ص: ٤٤.
(١٠) هود: ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>