للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستعمل عند الحذّاق دون غيره" (١).

وهو المأخوذ به عند عامة الفقهاء، كالشّافعي، وأبي حنيفة، وأحمد وغيرهم، وورد النص به: ففي الصّحيحين من حديث سليمان بن صرد (٢) قال: استبّ رجلان عند النّبي ، ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمّر وجهه، فقال النّبي : "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجده، لو قال: أعوذ بالله/ من الشيطان الرجيم" (٣)، الحديث أورده ابن الجزري تبعا لشيخه الحافظ ابن كثير (٤)، لكن في الاستدلال به هنا نظر؛ لأنّ الكلام إنّما هو في استعاذة خاصة، وهي الاستعاذة التي تتقدّم القراءة، لا مطلق الاستعاذة، فليتأمل.

وروى نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: "كان النّبي يقرأ قبل القراءة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال: وكذلك قرأت على جبريل" رواه [] (٥).

وروى أبو الفضل الخزاعي فيما ذكره في (النّشر) حديثا مسلسلا إلى عاصم


(١) التيسير: ١٢٢.
(٢) هو سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون، أبو مطرف، الخزاعي، يقال كان اسمه يسارا، فغيّره النبي ، صحابي، ولد ٢٨ ق هـ، روى عن النبي ، وعن علي، وعن أبيّ، والحسن، وجبير بن مطعم، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي، ويحيى بن يعمر، وعبد الله بن يسار، وأبو الضحى شهد الجمل وصفين مع علي، وقتل بعين الوردة سنة ٦٥ هـ، الإصابة ٣/ ١٧٢، والاستيعاب ٢/ ٢١٠، السير ٣/ ٣٩٤.
(٣) الحديث روي من طريقين: الأول طريق سليمان بن صرد: أخرجه أحمد (٦/ ٣٩٤، رقم ٢٧٢٤٩)، والبخاري (٣/ ١١٩٥، رقم ٣١٠٨)، ومسلم (٤/ ٢٠١٥، رقم ٢٦١٠)، وأبو داود (٤/ ٢٤٩، رقم ٤٧٨١)، والحاكم (٢/ ٤٧٨، رقم ٣٦٤٩) وقال: صحيح الإسناد، والثاني: من حديث معاذ: أخرجه أحمد (٥/ ٢٤٠، رقم ٢٢١٣٩)، وأبو داود (٤/ ٢٤٨، رقم ٤٧٨٠)، والترمذى (٥/ ٥٠٤، رقم ٣٤٥٢).
(٤) النشر ١/ ٢٧٨.
(٥) هكذا في جميع النسخ بياض، أخرجه الترمذي في سننه ٢/ ١٠ باب ما تقوله عند افتتاح الصلاة، وابن ماجه في سننه ١/ ٢٦٥، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب الاستعاذة في الصلاة، وفي مصنف عبد الرزاق ٢/ ٨٦ (٢٥٨٩)، وقال الألباني في إرواء الغليل (٣٤٢) صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>