للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالمعتمد عليه هنا ما صرّح به في أسانيده، ولا يترك ما نصّ عليه لما يفهم من الكلام سيّما في هذا العلم الموقوف على الرّواية وصريح النّقل قال:" وكلام الشّاطبي موافق لتصريح (التّيسير)، وذلك أنّه صرّح بالإبدال للسوسي وبالتّحقيق للدّوري، وبالإدغام للرّاويين على سبيل الجواز لا الوجوب، فلكلّ وجهان، فيصير للسّوسي الإدغام والإظهار مع الإبدال، وللدّوري الإظهار مع التّحقيق، ويمتنع الإدغام مع التّحقيق كهو مع مدّ المنفصل " (١).

قلت: ويوضح هذا ويبينه أنّ الدّاني قال في (التّيسير) في إسناده قراءة أبي عمرو:

"فأمّا قراءة أبي عمرو فقرأت بها القرآن كلّه من طريق أبي عمر - يعني: الدّوري - على شيخنا عبد العزيز بن جعفر، وقال لي: قرأت على أبي طاهر ابن أبي هاشم المقرئ ما لا أحصيه كثرة، وقال: قرأت بها على ابن مجاهد، وقال: قرأت بها على أبي الزّعراء، وقال: قرأت على الدّوري " (٢)، وصرّح في (جامع البيان) بأنّه قرأ على عبد العزيز بالإظهار والتّحقيق (٣)، ثمّ قال في (التّيسير):" وقرأت بها القرآن كله بإظهار الأوّل من المثلين والمتقاربين وبإدغامه على فارس بن أحمد، وقال لي: قرأت بها كذلك على عبد الله بن الحسين المقرئ، وقال لي: قرأت بها كذلك على ابن جرير، وقال لي قرأت على أبي شعيب السّوسي " (٤)، ثمّ قال:" وحدّثنا بأصول الإدغام محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن عبد الرحمن بن عبدوس عن الدّوري " (٥)، انتهى.

فصرّح بالإدغام والإظهار مع الإبدال للسّوسي، وبالإظهار مع التّحقيق للدّوري، وصرّح بالإدغام للدّوري على سبيل التّحديث عن غير عبد العزيز لا على سبيل القراءة، فعلى هذا لا يجوز أن يؤخذ له من طريق (التّيسير) إلاّ بوجه للدّوري،


(١) شرح الطيبة للنويري ٢/ ٧١، ٧٢.
(٢) التيسير: ١١٥، طبعة د. الضامن.
(٣) جامع البيان: ١١٨.
(٤) التيسير: ١١٥.
(٥) التيسير: ١١٦، وانظر: شرح الشاطبية للنويري ٢/ ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>