للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونصّ على الوجهين صاحب (الشّاطبيّة) ك (التّيسير) (١)، وصحّحهما في (النّشر) (٢).

وأمّا الياء ففي ثمانية مواضع وهي: ﴿يَأْتِيَ يَوْمٌ﴾ في «البقرة»، و «إبراهيم»، و «الرّوم»، و «الشورى» (٣)، ﴿وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ﴾، ﴿وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ﴾، و ﴿نُودِيَ يا مُوسى﴾، ﴿فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ﴾ (٤).

وأمّا ﴿وَاللاّئِي يَئِسْنَ﴾ (٥) في سورة «الطّلاق» فذكرها الدّاني في الإدغام الكبير (٦)، ونصّ في (الشّاطبيّة) (٧) كأصلها على إظهارها عن أبي عمرو في مذهب من أبدل همزتها ياء ساكنة وهم: المصريون والمغاربة لتوالي الإعلال، لأنّ أصل هذه الكلمة:

«اللائي» بإثبات ياء ساكنة بعد الهمزة، كما قرأ ابن عامر والكوفيون والحسن (٨)، فحذفت الياء لتطرفها وانكسار ما قبلها، فصارت كقراءة قالون وقنبل وغيرهما بهمزة محققة (٩)، ثمّ أبدلت الهمزة ياء ساكنة على غير قياس تخفيفا لثقلها، فحصل في الكلمة إعلالان، فلم تكن لتعلّ ثالثا بالإدغام، لكن تعقب جعلها من الكبير بأنّ الياء ساكنة وباب الإدغام الكبير مختص بالمتحرك فموضعها الصّغير (١٠).

وأجيب: بأنّ وجه دخولها في المتحركات قلبها عن متحرك، لكن صار لها


(١) التيسير: ٢١.
(٢) النشر ١/ ٢٨١.
(٣) البقرة: ٢٥٤، إبراهيم: ٣١، الروم: ٤٣، الشورى: ٤٧.
(٤) (هود: ٦٦)، (النحل: ٩٠)، (طه: ١١)، (الحاقة: ١٦)، على الترتيب.
(٥) الطلاق: ٤.
(٦) الإدغام الكبير للداني: ١٣١.
(٧) قال في الشاطبية البيت: (١٣١):
وقبل يئسن الياء في اللائي عارض … سكونا أو أصلا فهو يظهر مسهلا
(٨) انظر: إيضاح الرموز: ٩٨، ٧٠١
(٩) وهكذا قراءة نافع في غير رواية ورش، وابن كثير في رواية قنبل، النشر ١/ ٢٨٥.
(١٠) انظر: النشر ١/ ٢٨٥، الإدغام الكبير: ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>