للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الدّر):" وهذا لا ينبغي لأنّها متواترة " (١)، انتهى.

"والقراءة سنّة متّبعة، ويوجد فيها الفصيح والأفصح، وكلّ ذلك من تيسيره - تعالى - القرآن للذّكر فلا التفات لقول أبي علي ولا للزمخشري "، قاله أبو حيّان في (البحر) (٢)، وقرأه الباقون بالإظهار على الأصل (٣).

وأمّا ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ﴾، ﴿وَاِصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾، ﴿وَاِصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ﴾ (٤) ونحو ذلك، فقرأه بإدغام الرّاء في اللاّم أبو عمرو، واختلف عن الدّوري عنه، ووافقه ابن محيصن واليزيدي، وأطلق الخلاف عن الدّوري في (الشّاطبيّة) كأصلها وبالإدغام، رواه صاحب (الكافي)(الإرشاد) و (المستنير)، وبالإظهار مكّي في (التّبصرة) وابن بلّيمة في (التّلخيص)، وفي (النّشر) تفريع الخلاف على الإدغام الكبير، فإذا أخذ به الأوّل هذا بلا خلاف، وإلاّ فالخلاف متّجه في هذا، والأكثرون على الإدغام، والوجهان صحيحان عن أبي عمرو (٥)، وفي (المبهج) الإظهار لابن محيصن، وبه قرأ الباقون (٦).


(١) الدر المصون: ١٢/ ٧٠.
(٢) البحر المحيط ٧/ ٢٥١.
(٣) النشر ٢/ ١٣.
(٤) (الأحقاف: ٣١، الصف: ١٢، نوح: ٤)، (الطور: ٤٨)، (مريم: ٦٥)، على الترتيب.
(٥) قال في النشر ٢/ ١٤:" والخلاف مفرع على الإدغام الكبير، فمن أدغم الإدغام الكبير لأبي عمرو ولم يختلف في إدغام هذا بل أدغمه وجها واحدا، ومن روى الإظهار اختلف عنه في هذا الباب عن الدوري فمنهم من روى إدغامه، ومنهم من روى إظهاره، والأكثرون على الإدغام، والوجهان صحيحان عن أبي عمرو، وبالإدغام قرأ الداني على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر من قراءته بذلك على أبي طاهر عن ابن مجاهد، وهي الطريق المسندة في التيسير؛ قال الداني في (جامعه): وقد بلغني عن ابن مجاهد أنه رجع عن الإدغام إلى الإظهار اختيارا واستحسانا ومتابعة لمذهب الخليل وسيبويه قبل موته بست سنين، قلت: إن صح ذلك عن ابن مجاهد فإنما هو في وجه إظهار الكبير، أما في وجه إدغامه فلا لأنه إذا أدغم الراء المتحركة في اللام فإدغامها ساكنة أولى وأحرى، والله أعلم ".
(٦) انظر: النشر ٢/ ١٣، الكافي: ٥٧، إرشاد المبتدي: ٢٠، المستنير ١/ ٤٦١، المبهج ١/ ٣٠٠، -

<<  <  ج: ص:  >  >>