للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثّاء: ﴿الْأُنْثى﴾، ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ﴾، ﴿أَزْواجاً ثَلاثَةً﴾ (١).

والفاء: ﴿يُنْفِقُ﴾، ﴿مِنْ فَضْلِهِ﴾، ﴿خالِداً فِيها﴾ (٢).

فهذه أحرف الإخفاء وأمثلتها مرتبة على ترتيب المخارج.

واتّفقوا على إخفاء النّون السّاكنة المتوسطة والمتطرفة والتّنوين عند هذه الحروف إخفاء يبقى معه صفة الغنّة، وإنّما تعيّن الإخفاء لأنّ النّون والتّنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام/فيدغمان فيهن، ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الحلق فيظهران عندهنّ، فلذا تعيّن الإخفاء الذي هو حالة بين الإظهار والإدغام وإخفاؤهما على قدر قربهما منهنّ، فكلّما قوي التّناسب بالمخرج أو الصّفة قرب إلى الإدغام، وكلّما قلّ قرب إلى الإظهار، قاله الجعبري (٣)، وهو معنى قول غيره:" فما قربا منه كانا عنده أخفى ممّا بعد عنه " (٤).

فإن قلت: ما الفرق بين المخفي والمدغم؟.

أجيب: بأنّ المدغم مشدّد والمخفي مخفف (٥).

واتّفقوا على أنّه لا عمل للسان في النّون والتّنوين حالة الإخفاء كعمله فيهما مع ما يظهران عنده أو ما يدغمان فيه بغنة، وإنّما يخرجان مع حروف الإخفاء من الخيشوم.

وليحترز القارئ من المدّ قبل إخفاء النّون في نحو: ﴿كُنْتُمْ﴾، لئلاّ يتولد منها واو فتصير: «كوتّم».


(١) النجم: ٢١، الأعراف: ٨، الواقعة: ٧.
(٢) البقرة: ٢٦٤، البقرة: ٩٠، النساء: ١٤.
(٣) النشر ٢/ ٢٨، كنز المعاني ٢/ ٧٨٢.
(٤) القول في جامع البيان: ٣٠١، ونقله في النشر ٢/ ٢٨.
(٥) جامع البيان: ٣٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>