للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا ابن جمّاز فروى عنه الإشباع الهاشمي من طريق رزين، وروى عنه الدّوري والهاشمي من طريق الجمّال القصر.

وقرأ الباقون بالإشباع (١).

وكلهم كسر القاف إلاّ حفصا فإنّه سكّنها حملا للمنفصل على المتّصل، وذلك أنّهم يسكّنون عين «فعل» فيقولون: «كبد»، و «كتف» في «كبد»، و «كتف» فهي كلمة واحدة، ثمّ أجروا ما أشبه ذلك من المنفصل مجرى المتّصل كقوله (٢):

قالت سليمى اشتر لنا سويقا …

تريد: "اشتر لنا" (٣)، وقول مكّي: "كان يجب على من أسكن القاف أن يضمّ الهاء لأنّ هاء الكناية إذا سكن ما قبلها ولم يكن السّاكن ياء ضمت نحو: «منه» و «عنه»، ولكن لمّا كان سكون القاف عارضا لم يعتد به، وأبقى الهاء على كسرتها التي كانت عليها مع كسر القاف، ولم يصلها بياء لأنّ الياء قبل الهاء منوية فبقى الحذف الذي في


(١) النشر ١/ ٣٠٦، التيسير: ٣٨٤، التلخيص: ٣٤٤، العنوان: ٢٦٥، إيضاح الرموز: ١١٣، مفردة ابن محيصن: ٢٠٠، المبهج ٢/ ٧٢٤، الشاطبية البيت (١٦١) في قوله:
ويتّقه … حمى صفوه قوم بخلف وأنهلا
وقل بسكون القاف والقصر حفصهم …
(٢) البيت من الرجز، وهو لرجل من كندة يقال له العذافر، وفي لسان العرب ٦/ ٢٥ العذافة وفيه:
"قالت لبينى .. "، وتتمة البيت:
قالت سليمى اشتر لنا سويقا … وهات بر البخس أو دقيقا
واعجل بلحم نتخذ خرديقا … واشتر وعجل خادما لبيقا
واصبغ ثيابي صبغا تحقيقا … من جيد العصفر لا تشريقا
والشاهد فيه سكون الراء في (اشتر)، المعجم المفصل ١١/ ١٩٤، اللباب في علل البناء والإعراب ٢/ ٤٠٠ وقال:" «اشتر» بسكون الراء كأنّه كان «ترل» مثل «كتف» … ، وقيل: نوى الوقف على «اشتر» ثم جعله في الوصل "، تاج العروس ١٥/ ٤٢٨، الخصائص لابن جني ٢/ ٣٤٠.
(٣) يراد بالتمثيل هنا أن الإسكان الواقع في «اشتر لنا» وارد على المقطعين: «ترل»، وفي (ق) ترل، فأسكن لما أسكن نفس الوزن في الكلمة الواحدة «كبد» فصارت «كبد».

<<  <  ج: ص:  >  >>