للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا ما جاء عنه في بعض الروايات ﴿قالُوا الْآنَ جِئْتَ﴾ (١) فإنّه وجه نادر معلّل باتباع الأثر والجمع بين اللغتين.

وأمّا الابتداء على هذه القراءة فبوجهين: «الولى»: بهمزة الوصل والنّقل، و «لولى» بالنّقل دون همزة وصل والواو ساكنة على حالها في هذين الوجهين، ويجوز وجه ثالث لغير ورش وهو «الأولى» على الأصل ومن جوزه لورش فقد وهم إذ ليس من أصله ذلك فافهم، وافقهم الحسن.

وقرأ أبو عمرو كورش وصلا وابتداء إلاّ أنّه زاد في الابتداء وجها ثالثا بهمزة الوصل وسكون اللاّم وتحقيق الهمزة، ووافقه اليزيدي، وتوجيه هذه القراءة كقراءة ورش وصلا وابتداء وقد عاب قراءة الإدغام بعضهم ذهابا منه إلى أنّ اللغة الفصيحة عدم الاعتداد بالعارض ولا التفات إلى ذلك لثبوت ذلك لغة وقراءة، وإن كان غيرها أفصح منها، وقد ثبت عن العرب أنّهم يقولون: «الخمر» و «لخمر» بهمزة الوصل وعدمها مع النّقل.

وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بالتّنوين مكسورا وسكون اللاّم وتحقيق الهمزة بعدها ولم ينقلوا حركة الهمزة إلى لام التّعريف فالتقا ساكنان فكسروا التّنوين لالتقائها على ما هو المعروف وحذفوا همزة الوصل من الأولى للاستغناء عنها بحركة التّنوين وصلا، فإذا ابتدؤا بها احتاجوا إلى همزة الوصل فأتوا بها فقالوا: «الأولى» كنظائرها من همزات الوصل، وهذه قراءة واضحة لا إشكال فيها، ومن ثمّ اختارها الجمهور، وقد علم أنّ الابتداء بهمزة الوصل وسكون اللاّم وتحقيق الهمزة وافقهم ابن محيصن والأعمش والله أعلم، وتأتي إن شاء الله - تعالى - المسألة بوجوهها في سورتها (٢).


(١) البقرة: ٧١، البحر ١/ ٢٥٧.
(٢) النشر ١/ ٤١٦، مفردة ابن محيصن: ١٥٢، المبهج ٣/ ٣٤٣، إيضاح الرموز: ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>