للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا ﴿مُوسى﴾ و ﴿عِيسَى﴾ و ﴿يُحْيِي﴾ الأعلام فلا يندرج شيء منها في هذا الأصل إذ لا يوزن إلاّ العربي:

فأمّا ﴿مُوسى﴾ اسم النّبي فليس مشتقّا لأنّه أعجمي معرفة، وهو مركّب من «مو» اسم ماء، و «سا» شجر بالقبطي لأنّ التّابوت وجد عندهما ثمّ عرّب، وقيل:

أنّه مشتق، فقيل من:" أوسيت رأسه "، إذا حلقته أو من: «ماس، يميس» إذا تبختر في مشيته، ووزنه على الأوّل، «مفعل» ك «معطي» والميم فيه زائدة، وعلى الثّاني «فعلى» والميم فيه أصلية والواو مبدلة من الياء لسكونها وانضمام ما قبلها، وفي كلّ من قولي الاشتقاق نظر؛ فلأنّ كلاّ - بني إسرائيل والقبط - ما كانوا يتكلمون بلغة العرب فلا يجوز أن يكون مرادهم ذلك، وأمّا ثانيا فلأنّ هذه اللفظة اسم علم، والاسم العلم لا يفيد معنى الذات على القول الثّاني، وخرج «موسى الحديد» من «أوسيت رأسه» إذا حلقته أو «آسي» حزن ثمّ عرّب (١).

وأمّا ﴿عِيسَى﴾ فمعرّب «أشيوع» سرياني فلا اشتقاق له، وقيل: من «العيس» وهو بياض يخالطه شقرة (٢).

وأمّا ﴿يُحْيِي﴾ فسمّي به قبل مولده، وهو أعجمي، وقيل: عربي لأنّ الله أحياه بالعلم وأحيا به عقر أمّه، فوزنه «يفعل»، ولا إشكال فيها على قراءتهم لأنّها مندرجة في أصل ما رسم في المصاحف بالياء المشار إليه بقول الشّاطبي (٣):

وما رسموا بالياء … ...

الآتي إن شاء الله - تعالى - ذكره قريبا، وإنّما الإشكال في تقليلها لأبي عمرو، وقد


(١) البحر المحيط ١/ ٣١٦ وما بعدها.
(٢) قال في البحر المحيط ١/ ٤٧٧: «ومن زعم أنه مشتق من العيس: وهو بياض يخالطه شقرة، فغير مصيب، لأن الاشتقاق العربي لا يدخل الأسماء الأعجمية».
(٣) الشاطبية البيت: ٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>