للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستثنى جماعة من الذين خصّصوا الإمالة ﴿فِطْرَتَ﴾ في «الرّوم» (١) ففتحوها من أجل كون الفاصل حرف استعلاء وإطباق، وهو مذهب ابن شيطا، وابن شريح، والشّذائي، وابن سوار، ولم يستثنه الجمهور كالشاطبي والدّاني وصاحب (العنوان) وفاقا لابن مجاهد في آخرين طردا للقاعدة، ولم يفرّقوا بين ساكن قوي وضعيف، وذكر الوجهين جميعا الدّاني في غير (التّيسير)، وأجرى ابن سوار وابن الفحّام وابن شيطا وابن فارس - وفاقا لجماعة من العراقيين - «الهمزة» و «الهاء» مجرى الحروف العشرة المتقدّمة فلم يميلوها مطلقا سواء كانت بعد كسره أم لا، وعلّلوا بكونهما من حروف الحلق فكان لهما حكم أخواتهما، [وروى جماعة من أهل الأداء الإمالة في ذلك كله عن حمزة من روايتين كالداني في (جامعه)، وكذا الهذلي في (كامله) ولم يحك خلافا، ورواها أيضا عنه القلانسي، وأبو العلاء، وابن سوار من طريق النهرواني، إلا أن ابن سوار خصها برواية خلف وأبي حمدون عن سليم، وأطلق غيره الإمالة له في جميع رواته، ورواها ابن الأنباري عن إدريس عن خلف، وجاءت الإمالة عن خلف في اختياره أيضا، وعن الداجوني عن النحاس عن الأزرق إمالة محضة، وعن باقي أصحاب نافع وابن عامر وأبي عمرو وأبي جعفر بين بين، وهذا انفرد به الهذلي وهو غريب، قال في (النشر): "والذي عليه العمل عند أئمة الأمصار هو الفتح عن جميع القراء إلا في قراءة الكسائي وما ذكر عن حمزة" (٢)] (٣)

*****


(١) الروم: ٣٠، إيضاح الرموز: ٢٢٥، النشر ٢/ ٨٥.
(٢) النشر ٢/ ٨٧، التيسير: ٥٦، المستنير ١/ ٥٤٩، العنوان: ٦٣، التجريد: ١٧٥، الكامل: ٣١٨، الكفاية ٩٢، غاية الاختصار ١/ ٣٠٥، جامع البيان ٢/ ٧٦٧.
(٣) في (الأصل) النص: [وذهب الهذلي والقلانسي وابن سوار وفاقا لكثير من أهل الأداء إلى الإمالة في ذلك كله عن حمزة كالكسائي، وكذا حكاه الدّاني في جامعه عن حمزة إلاّ أنّ ابن سوار خصّه برواية خلف وأبي حمدون عن سليم]، وانظر النشر ٢/ ٨٢ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>