(٢) أي: مَضْرُوبُ الْأمِيرِ. (٣) قال الشيخ في موضع آخر: وَمَن عَدَّهَا فِي الصِّفَاتِ فَقَد غَلِطَ. اهـ. (٣/ ١٩٣). وممن عدها من الصفات العلَّامة ابن عثيمين رَحِمهُ الله حيث قال في قوله تعالى: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}: اختلف فيه المفسرون من السلف، والخلف، فقال بعضهم: المراد به وجه الله الحقيقي؛ وقال بعضهم: المراد به الجهة: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}؛ يعني: في المكان الذي اتجهتم إليه جهة الله عَزّ وَجلّ؛ وذلك؛ لأن الله محيط بكل شيء؛ ولكن الراجح أن المراد به الوجه الحقيقي؛ لأن ذلك هو الأصل؛ وليس هناك ما يمنعه؛ وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله تعالى قِبَل وجه المصلي؛ والمصلُّون حسب مكانهم يتجهون؛ فأهل اليمن يتجهون إلى الشمال؛ وأهل الشام إلى الجنوب؛ وأهل المشرق إلى المغرب؛ وأهل المغرب إلى الشرق؛ وكل يتجه جهة؛ لكن الاتجاه الذي يجمعهم الكعبة؛ وكل يتجه إلى وجه الله؛ وعلى هذا يكون معنى الآية: أنكم مهما توجهتم في صلاتكم فإنكم تتجهون إلى الله سواء إلى المشرق، أو إلى المغرب، أو إلى الشمال، أو إلى الجنوب. اهـ. تفسير القرآن (٤/ ٨). وقال في موضع آخر: فالآية محتملة لهذا ولهذا، ومعناها صحيح على كِلا القولين. [لقاءات الباب المفتوح]. ولعل الأقرب أنها ليست من آيات الصفات؛ لِمَا قرره الشيخ، ولأمر آخر مهم جدًّا، وهو أنّ البيهقي فِي كِتَاب "الْأسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ" ذَكَرَ عَن مُجَاهِدٍ وَالشَّافِعِيِّ أن الْمُرَادَ قِبْلَةُ اللهِ، فيلزم من جعلنا هَذه الآية من آيات الصفات أن يكون مُجَاهِد وَالشَّافِعِيّ قد أوّلا هذه الصفة، فيكون حجة لِلْمُؤَوِّلة بأنّ السلف قد أوّلوا آيات الصفات، وأما إذا لم نجعلها =