(حبُّ ابن تيمية لآل محمد)
٥٢٧٠ - قدَّس الله روح القائل وهو شيخ الإسلام إذ يقول:
إن كان نصبًا حب آل محمد … فليشهد الثقلان أني ناصبي [المستدرك ١/ ١٢٠]
* * *
[شيخ الإسلام يستقل علمه وعمله، وظهور ذله وانكساره وافتقاره واعتماده على ربه]
٥٢٧١ - قال ابن القيم: وبَعَثَ إِلَيَّ رحمهُ اللهُ فِي آخِرِ عُمُرِهِ قَاعِدَةً فِي التَّفْسِيرِ بِخَطِّهِ، وَعَلَى ظَهْرِهَا أَبْيَاتٌ بِخَطِّهِ مِن نَظْمِهِ:
أَنَا الْفَقِيرُ إِلَى رَبِّ الْبَرِيَّاتِ … أَنَا الْمُسَيْكِينُ فِي مَجْمُوعِ حَالَاتِي
أنَا الظَّلُوم لِنَفْسِي وَهِيَ ظَالِمَتِي … وَالْخَيْرُ إِنْ يَأْتِنَا مِن عِنْدِهِ يَأْتِي
لَا أَسْتَطِيعُ لِنَفْسِي جَلْبَ مَنْفَعَةٍ … وَلَا عَنِ النَّفْسِ لِي دَفْعُ الْمَضَرَّاتِ
وَلَيْسَ لِي دُونَهُ مَوْلًى يُدَبِّرُنِي … وَلَا شَفِيعٌ إِذَا حَاطَتْ خَطِيئَاتِي
إِلَّا بِإِذْنٍ مِنَ الرَّحْمَنِ خَالِقِنَا … إِلَى الشَّفِيعِ كَمَا قَد جَاءَ فِي الْآيَاتِ
وَلَسْتُ أَمْلِكُ شَيْئًا دُونَهُ أَبَدًا … وَلَا شَرِيكٌ أَنَا فِي بَعْضِ ذَرَّاتِ
وَلَا ظُهَيْرٌ لَهُ كَيْ يَسْتَعِينَ بِهِ … كَمَا يَكُونُ لِأَرْبَابِ الْوِلَايَاتِ
وَالْفَقْرُ لِي وَصْفُ ذَاتِ لَازِمٍ أَبَدًا … كَمَا الْغِنَى أَبَدًا وَصْفٌ لَهُ ذَاتِي
وَهَذِهِ الْحَالُ حَالُ الْخَلْقِ أَجْمَعِهِمْ … وَكُلُّهُم عِنْدَهُ عَبْدٌ لَهُ آتِي
فَمَن بَغَى مَطْلَبًا مِن غَيْرِ خَالِقِهِ … فَهوَ الْجَهُولُ الظَّلُومُ الْمُشْرِكُ الْعَاتِي
وَالْحَمْدُ للهِ مِلْءَ الْكَوْنِ أَجْمَعِهِ … مَا كَانَ مِنْهُ وَمَا مِن بَعْدُ قَد يَاتِي [المستدرك ١/ ١٤٤]