للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُسر الشريعة ورحمة الله بالعباد

٢١٢٨ - قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح فيما يروي عن ربه: "وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته، ولا بد له منه" فبيَّن سبحانه أنه يتردد؛ لأن التردد تعارض إرادتين، وهو سبحانه يحب ما يحب عبده ويكره ما يكرهه، وهو يكره الموت فهو يكرهه، كما قال: "وأنا أكره مساءته"، وهو سبحانه قد قضى بالموت فهو يريد أن يموت، فسمَّى ذلك ترددًا، ثم بيَّن أنه لا بد من وقوع ذلك (١). [١٠/ ٥٨ - ٥٩]

٢١٢٩ - عُدُولُ الْمُؤْمِنِ عَنِ الرَّهْبَانِيَّةِ وَالتَّشْدِيدِ وَتَعْذِيبِ النَّفْسِ الَّذِي لَا يُحِبُّهُ اللهُ إلَى مَا يُحِبُّهُ اللهُ مِنَ الرُّخْصَةِ: هُوَ مِنَ الْحَسَنَاتِ الَّتِي يُثِيبُهُ اللهُ عَلَيْهَا. [١٠/ ٤٦٢]

٢١٣٠ - مَذْهَبُ جُمْهُورِ الْمُسْلِمِينَ مِن السَّلَفِ وَالْخَلَفِ أَنَّ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ مَصْلَحَتُهُ رَاجِحَةً وَمَنْفَعَتُهُ رَاجِحَةٌ، وَأَمَّا مَا كَانَت مُضَرَّتُهُ رَاجِحَةً فَإِنَّ اللهَ لَا يَأْمُرُ بِهِ. [١٦/ ١٦٥]

٢١٣١ - مَن أَسْرَفَ فِي بَعْضِ الْعِبَادَاتِ؛ كَسَرْدِ الصَّوْمِ، وَمُدَاوَمَةِ قِيَامِ اللَّيْلِ، حَتَّى يُضْعِفَهُ ذَلِكَ عَن بَعْضِ الْوَاجِبَاتِ: كَانَ مُسْتَحِقًّا لِلْعِقَابِ؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: "إن لِنَفْسِك عَلَيْك حَقًّا، وَلِأَهْلِك عَلَيْك حَقًّا، وَلِزَوْجِك عَلَيْك حَقًّا، فَآتِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ". [٢٢/ ١٣٦]


(١) قال الشيخ في موضع آخر: هَذَا حَدِيثٌ شَرِيفٌ قَد رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِن حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ أشْرَفُ حَدِيثِ رُوِيَ فِي صِفَةِ الْأَوْلِيَاء ..
وَالتَّحْقِيقُ: أنَّ كَلَامَ رَسُولهِ حَقٌّ وَلَيْسَ أحَدٌ أعْلَمَ بِاللهِ مِن رَسُولِهِ وَلَا أنْصَحَ لِلْأُمَّةِ مِنْهُ وَلَا أفْصَحَ وَلَا أَحْسَنَ بَيَانًا مِنْهُ. اهـ. (١٨/ ١٢٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>