٤٨ - من كان توكله على الله ودعاؤه له هو في حصول مباحات فهو من العامة، وإن كان في حصول مستحبات وواجبات فهو من الخاصة، كما أن من دعاه وتوكل عليه في حصول محرمات فهو ظالم لنفسه، ومن أعرض عن التوكل فهو عاص لله ورسوله؛ بل خارج عن حقيقة الإيمان. [١٠/ ٣٦]
٤٩ - هاتان السورتان:- {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} [الكافرون: ١] و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} [الإخلاص:١]- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بهما في صلاة التطوع كركعتي الطواف، وسُنَّة الفجر، وهما متضمنتان للتوحيد.
فأما {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)}: فهي متضمنة للتوحيد العملي الإرادي، وهو إخلاص الدين لله بالقصد والإرادة. [١٠/ ٥٤]
وأما سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}: فمتضمنة للتوحيد القولي العملي (١).
٥٠ - الرجاء وإن تعلق بدخول الجنة فالجنة اسم جامع لكل نعيم، وأعلاه النظر إلى وجه الله.
ومن هنا يتبين زوال الاشتباه في قول من قال: ما عبدتك شوقًا إلى جنتك ولا خوفا من نارك، وإنما عبدتك شوقًا إلى رؤيتك، فإن هذا القائل ظن
(١) هكذا في جميع النسخ التي اطلعت عليها، ولعل الصواب: العلمي، كما عبّر به تلميذه ابن القيم في كتابه: اجتماع الجيوش الإسلامية (٢/ ٩٤) حيث قال: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} [الكافرون: ١] متضمنة للتوحيد العملي الإرادي، وسورة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} [الإخلاص:١] متضمنة للتوحيد الخبري العلمي.