ينظر: رسالة في أصولَ الفقه للعكبري (٧١)، وشرح الأصول، لابن عثيمين (٣٦١).قال الطُّوفِيُّ رَحِمهُ الله: "وَمِن أَمْثِلَتِهِ: تَرَدُّدُ الْعَبْدِ بَيْنَ الْحُرِّ وَالْبَهِيمَةِ، فِي التَّمْلِيكِ، فَمَن قَالَ: يَمْلِكُ بِالتَّمْلِيكِ؛ قَالَ: هُوَ إِنْسَان يُثَابُ ويُعَاقَبُ وينْكِخ وَيُطَلِّقُ، وَيُكَلَّفُ بِأَنْوَاعٍ مِنَ الْعِبَادَاتِ، ويفْهَمُ ويعْقِلُ، وَهُوَ ذُو نَفْسٍ نَاطِقَةِ، فَأشْبَهَ الْحُرَّ.وَمَن قَالَ: لَا يَمْلِكُ؛ قَالَ: هُوَ حَيَوَان يَجُوزُ بَيْعُهُ وَرَهْنُهُ وَهِبَتُهُ وَإِجَارَتُهُ وَإِرْثُهُ؛ أشْبَهَ الدَّاَّبةَ.وَعَلَى هَذَا خَرَجَ الْخِلَافُ فِي ضَمَانِهِ إِذَا تَلِفَ بِقِيمَتِهِ، وَإِن جَاوَزَتْ دِيَةَ الْحُرِّ إِلْحَاقًا لَهُ بِالْبَهِيمَةِ وَالْمَتَاع فِي ذَلِكَ، وَبِمَا دُونَ دِيَةِ الْحُرِّ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ تَشْبِيهًا لَهُ بِهِ، وَتَقَاعُدًا -بِهِ عَن دَرَجَةِ الْحُرِّ. وَكَذَا المَذْيُ تَرَدَّدَ بَيْنَ الْبَوْلِ وَالْمَنِيِّ، فَمَن حَكَمَ بِنَجَاسَتِهِ، قَالَ: هُوَ خَارجٌ مِنَ الْفَرْج لَا يُخْلَقُ مِنْهُ الْوَلَدُ، وَلَا يَجِبُ بِهِ الْغُسْلُ، أشْبَهَ الْبَوْلَ، وَمَن حَكَمَ بِطَهَارَتهِ، قَالَ: هُوَ خَاَرجٌ تُحَلِّلُهُ الشَّهْوَةُ، ويخْرُجُ أمَامَهَا، فَأَشْبَهَ الْمَنِيِّ". شرح مختصر الروضة (٣/ ٤٢٥)، ط. الرسالة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute