قَالَ تَعَالَى: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [البقرة: ١٧٠].
وَقَالَ: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (٦٩) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (٧٠)} [الصافات: ٦٩، ٧٠].
وَنَظَائِرُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ كَثيرٌ.
فَمَن اتَّبَعَ دِينَ آبَائِهِ وَأَسْلَافِهِ لِأَجْلِ الْعَادَةِ الَّتِي تَعَوَّدَهَا وَتَرَكَ اتِّبَاعَ الْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ اتِّبَاعُهُ: فَهَذَا هُوَ الْمُقَلِّدُ الْمَذْمُومُ.
[٤/ ١٩٧ - ١٩٨]
* * *
(كلُّ من عصى الله فإنما يَتَّبِعَ الظَّنَّ، أو يَتَّبِعُ مَا يَهْوَاهُ)
٣٨٢ - الْمُطِيعُ لِلْمَخْلُوقِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ وَرَسُولِهِ:
أ- إمَّا أَنْ يَتَّبعَ الظَّنَّ.
ب- وَإِمَّا أنْ يَتَّبعَ مَا يَهْوَاه.
ج- وَكَثِيرٌ يَتَّبِعُهُمَا.
وَهَذِهِ حَالُ كُلِّ مَن عَصَى رَسُولَ اللّهِ مِن الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ مِن الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَمِن أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْفُجُورِ مِن هَذِهِ الْأُمَّةِ.
وَبَيَان ذَلِكَ: أَنَّ الشَّخْصَ: إمَّا أَنْ يُبَيَّنَ لَهُ أَنَّ مَا بَعَثَ اللهُ بِهِ رَسُولَهُ حَقٌّ:
- وَيَعْدِلُ عَن ذَلِكَ إلَى اتِّبَاعِ هَوَاهُ.
- أَو يَحْسَبُ أَنَّ مَا هُوَ عَلَيْهِ مِن تَرْكِ ذَلِكَ هُوَ الْحَقُّ.
فَهَذَا مُتَبعٌ لِلظَّنِّ.
وَالْأوَّلُ مُتَّبعٌ لِهَوَاهُ.
قَالَ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْأَوَّلينَ: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: ٣٣].