وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- في مشيته وكلامه وإقدامه وكتابته أمرًا عجيبًا، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة أو أكثر. وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمرًا عظيمًا، إلى أن قال: وحضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار، ثم التفت إليَّ وقال: هذه غدوتي، ولو لم أتغد هذا الغداء لسقطت قوتي، أو كلامًا قريبًا من هذا.
وقال لي مرة: لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكر آخر. أو كلامًا هذا معناه. [المستدرك ١/ ١٥٨ - ١٥٩]
* * *
[لا بد في الدنيا من كدر]
وكان الشيخ تقي الدين يتمثل كثيرًا بهذين البيتين:
بينا يُرى الإنسان فيها مخبرًا … حتى يُرى خبرًا من الأخبار
طبعت على كدر وأنت تريدها … صفوًا من الأقذار والأكدار [المستدرك ١/ ١٦٣]