والتائب في نفسه مع الهمِّ والوساوس والميل مع كراهته لذلك، ويقول في قلبه ما لا يخرجه ذلك عن كونه توبة نصوحًا. قال الإمام أحمد: الهمُّ همان: همُّ خطرات، وهمُّ إصرار؛ وكان همُّ يوسف همُّ خطرات، فترك ما همَّ به لله، فكتبه اللّه له حسنة ولم يكتب عليه سيئة، وكان همُّ امرأة العزيز همَّ إصرار فكذبت، وأرادت، وظلمت لأجل مرادها. [المستدرك ١/ ١٤٩]
* * *
[العزم الجازم هل يؤخذ به بدون العمل]
١٠٨٣ - تنازع الناس في العزم الجازم هل يؤخذ به بدون العمل؟ على قولين.
والصواب: أن العزم الجازم متى اقترن به القدرة والإرادة فلا بد من وجود العمل، فإذا كان العازم قادرًا ولم يفعل ما عزم عليه فليس عزمه جازمًا، فيكون من باب الهمِّ الذي لا يأخذ اللّه به، ولهذا من عزم على معصية فعل مقدماتها ولو أنه يخطو خطوة برجله أو ينظر نظرة بعينه فإذا عجز عن إتمام مقصوده بها يعاقب؛ لأنه فعل ما يقدر عليه وترك ما عجز عنه. [المستدرك ١/ ١٤٩ - ١٥٠]
* * *
[تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على آخر]
١٠٨٤ - تصحُّ التوبة من ذنبٍ مع الإصرار على آخر، إذا كان المقتضي للتوبة منه أقوى من المقتضي للتوبة من الآخر، أو كان المانع من أحدهما أشد. هذا هو المعروف عن السلف والخلف. [المستدرك ١/ ١٥٠]
* * *
[معنى حجز التوبة من المبتدع]
١٠٨٥ - قال المروذي: سئل أحمد - رضي الله عنه - عما روي عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أن اللّه - عَزَّ وَجَلَّ