والدليَل على أن عُمَرُ أَقْوَى عَمَلَا مِنْ أبي بَكر: ما ثبت في الصحيحين عن عَبْد اللهِ بْن عُمَرَ - رضي الله عنهما - أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "بَيْنَمَا أَنا عَلَى بِئْرٍ أنْزِعُ مِنْهَا، جَاءَنِي أبو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا أوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَها ابْنُ الخَطَّابِ مِنْ يَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَاسْتَحَالَتْ في يَدِهِ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ، فَنَزَعَ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ". (٢) لأنه بإيمانه لا يعلم عن عمل صالح إلا بادر إليه، فإن لم يتمكن منه: تمنى أنْ يعمله، وبهذه النية يكتُبُ الله تعالى لَهُ أجْرَ عَمَلِ غَيْرِهِ. فلقد حاز الصادقون المؤمنون الدرجاتِ العالية وهم على ظهور الفرش نائمون، وتقدموا الرَّكْب بمراحل وهم في سيرهم واقفون: من لي بمثل سيرك المدلل … تمشي رويدًا وتجي في الأول