للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَذَلِكَ فِي سَائِرِ الْأَعْضَاءِ، حَتَّى لَو قَالَ لِعَبْدِهِ: يَدُك أَو رِجْلُك حُرٌّ، فَمَن قَالَ: إنَّ اللَّفْظَ عِبَارَة عَن الْجَمِيعِ، أَوْقَعَ الْعِتْقَ.

وَمَن قَالَ: إنَّ الِاسْمَ لِلْعُضْوِ فَقَطْ لَمْ يَسْرِ الْعِتْقُ عِنْدَة إلَى سَائِرِ الْجُمْلَةِ؛ لِعَدَمِ تَبْعِيضِهِ.

وَإِلَى هَذَا الْأَصْلِ يَعُودُ مَعْنَى قَوْلِ مَن قَالَ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: ٨٨]، كَمَا قَد قِيلَ فِي قَوْلِهِ: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧)} [الرحمن: ٢٦، ٢٧]؛ فَإِنَّ بَقَاءَ وَجْهِهِ: هُوَ بَقَاءُ ذَاتِهِ. [٢/ ٤٢٧ - ٤٣٤]

* * *

[تأتي في بمعنى على]

١٣١٠ - قَالَ سُبْحَانَة: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: ٧١]، وَقَالَ: {فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} [آل عمران: ١٣٧] بِمَعْنَى (عَلَى)، وَهُوَ كَلَامٌ عَرَبِيٌّ حَقِيقَةً لَا


= الثَّالِثُ: حَقِيقَةٌ شَرْعِيَةٌ؛ وَهِيَ مَا اسْتَعْمَلَهُ الشَّرْعُ كَصَلاةٍ، لِلأَقْوَالِ وَالأفْعَالِ، وَاسْتِعْمَالُ إيمَانٍ لِعَقْدِ بِالْجَنَانِ، وَنُطْقٍ بِاللِّسَانِ وَعَمَلٍ بِالأرْكَانِ، فَدَخَلَ كُل الطَّاعَاتِ.
والصَّلاةُ فِي اللُّغَةِ: الدُّعَاءُ، وَالإِيمَانُ فِي اللغَةِ: التَّصْدِيقُ.
وفائدة معرفة تقسيم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام: أن نحمل كل لفظ على معناه الحقيقي في موضع استعماله، فيحمل في استعمال أهل اللغة على الحقيقة اللغوية، وفي استعمال الشرع على الحقيقة الشرعية، وفي استعمال أهل العرف على الحقيقة العرفية.
يُنظر: التحبير شرح التحرير في أصول الفقه، للمرداوي الحنبلي، المتوفى (٨٨٥ هـ).
تحقيق: د. عبد الرحمن الجبرين، د. عوض القرني، د. أحمد السراح (١/ ٣٨٩ - ٣٩٠)، الأصول من علم الأصول للعلامة محمد العثيمين، المتوفى (١٤٢١ هـ) (٢٠).
ومعنى كلام الشيخ رَحِمهُ الله: هَل كلمة (وجه) مِن بَابِ الْحَقِيقَةِ الْعُرْفِيَّةِ الَّتِي تَقْلِبُ الِاسْمَ مِن الْخُصُوصِ إلَى الْعُمُوم؛ أي: تقلبه من خصوص حقيقتها الأصلية، وهو عضو الوجه، إلى العموم، فيشمل سائر اَلبدن، ويشمل الوجه المعنوي، وهو التوجه بالقلب.
أو أنَ الْحَقِيقَةَ اللُّغَوِيَّةَ بَاقِيَة، وَهُوَ مِن بَابِ الدَّلَالَةِ اللزُوميَّةِ؛ أي: أنّ الوجه معناه وجه الإنسان، ولكنّ المقصود بالآية لازم الوجه، وهو التوجه بالبدن والقلب إلى الله تعالى؟

<<  <  ج: ص:  >  >>