{إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ}؛ أي: ظلمته، فدخل في ذلك صلاة المغرب وصلاة العشاء. {قُرْآنَ الْفَجْرِ}؛ أي: صلاة الفجر. ففي هذه الآية، ذكر الأوقات الخمسة، للصلوات المكتوبات، وأن الصلوات الموقعة فيه فرائض لتخصيصها بالأمر. وأن الظهر والعصر يجمعان، والمغرب والعشاء كذلك، للعذر؛ لأن الله جمع وقتهما جميعًا. اهـ. (١) قال العلامة عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- عند تفسير هذه الآية: هذا إخبار عن تنزهه عن السوء والنقص وتقدسه عن أن يماثله أحد من الخلق وأمر للعباد أن يسبحوه حين يمسون وحين يصبحون ووقت العشي ووقت الظهيرة. فهذه الأوقات الخمسة أوقات الصلوات الخمس أمر الله عباده بالتسبيح فيها والحمد، ويدخل في ذلك الواجب منه كالمشتملة عليه الصلوات الخمس، والمستحب كأذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات وما يقترن بها من النوافل. اهـ. (٢) قال الإمام القرطبيُّ -رحمه الله- عند تفسير هذه الآية: قَالَ أَكْثَرُ الْمُتَأَوِّلينَ: هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْس: {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ}: صَلَاةِ الصُّبْح. {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}: صَلَاةِ الْعَصْرِ. {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ}: الْعَتَمَةِ (أي: الفجر). {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ}: الْمَغْرِبَ وَالظُّهْرَ؛ لِأن الظُّهْرَ فِي آخِرِ طَرَفِ النَهَارِ الْأَوَّلِ، وَأَوَّل طَرَفِ النَّهَارِ الْاَخِرِ، فَهِيَ فِي طَرَفَيْنِ مِنْهُ، وَالظرَت الثَّالِثُ: غُرُوبُ الشَّمْسِ، وَهُوَ وَقْتُ الْمَغْرِبِ. اهـ. (٣) فالغالب عليه عدم الجمع في السفر، وإنما يجمع إذا جدّ به السير، وفي عرفة ومزدلفة لحاجته للتفرغ للدعاء.