وقد ثبت عن عُمَر بْن الْخَطَّابِ أنه قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ، أَقْبَلَ نَفَرٌ مِن صَحَابَةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ، فُلَانٌ شَهِيدٌ، حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ، فَقَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كَلَّا، إِنِّي رَأَيْتُهُ في النَّارِ في بُرْدَةٍ غِلَّهَا". رواه مسلم (١١٤). فأنكر النبي -صلى الله عليه وسلم- إطلاق لفظ الشهادة على الغال، ولم يُنكر أصل إطلاقها. فالشهادة والإيمان من موجبات دخول الجنة، فإذا قيل فلان مؤمن أو فلان شهيد فلا مانع من ذلك، وهو حكم بالظاهر وليس على سبيل القطع. قال العلَّامة ابن باز رحمهُ اللهُ: كل من سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- شهيدًا فإنه يسمى شهيدًا؛ كالمطعون والمبطون وصاحب الهدم والغرق والقتيل في سبيل الله والقتيل دون دينه أو دون ماله أو دون أهله أو دون دعه، لكن كلهم يغسلون ويصلى عليهم ما عدا الشهيد في المعركة فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه إذا مات في المعركة. الفتاوى (٩/ ٤٦١).