للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذلك "نصوص الوعد" مشروطة بعدم الأسباب المانعة من دخول الجنة، وأعظمها أن يموت كافرًا.

ومنها: أن تكثر ذنوبه وظلمه فيؤخذ من حسناته حتى تذهب، ثم توضع عليه سيئات من ظلمهم.

ومنها: أن يعقب العمل ما يبطله: كالمن، والأذى، وترك صلاة العصر، قيل: تحبط عمل ذلك اليوم، وقيل: العمل كله، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فبم أن يدع طعامه وشرابه" (١).

فانتفى هذا الدخول المطلق وهو دخول الجنة بلا عذاب، فمن أتى بالكبائر لم يستحق هذا الدخول المطلق الذي لا عذاب قبله.

ومثل هذا قوله عليه الصلاة والسلام: "من غشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا" (٢) فإنَّ الاسمَ المطلقَ للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- والذين آمنوا معه هو الإيمان الكامل المطلق الذي يستحقون به الثواب، ويدفع الله به عنهم العقاب؛ فمن غشهم لم يكن من هؤلاء؛ بل معه أصل الإيمان الذي يفارق به الكفار، ويخرجه من النار.

وإذا جاء: "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن شرب الخمر" (٣) ونحوه فهذا يعطي أن صاحب الإيمان مستحق للجنة، وأن الذنوب لا تمنعه ذلك، لكن قد يحصل له قبل الدخول نوع من العذاب؛ إما في الدنيا وإما في البرزخ وإما في العرصة وإما في النار.

وكذلك "نصوص الوعيد"؛ كقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة قاطع رحم". [المستدرك ١/ ١٢٤ - ١٢٥]

* * *

٥٨٣ - كل ذنب فيه حد لله في الدنيا أو وعيد في الآخرة مثل غضب الله

ولعنته والنار فهو من الكبائر. [المستدرك ١/ ١٢٦]


(١) رواه البخاري (١٩٠٣).
(٢) رواه مسلم (١٠١).
(٣) رواه مسلم (٢٦)، دون زيادة: "وإن زنى وإن شرب الخمر".

<<  <  ج: ص:  >  >>