وهذا يدلُّ على أنهم يقرؤونه دون فهم، ويتلونه دون تدبُّرِ وتأمُّل، وصدق الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)} [محمد: ٢٤]. فيُؤخذ من هذا، أنَّه يجبُ الْحَذَرُ من الانخداع بمظاهر الصلاح، والدين والعبادة، وعدم جعلِ ذلك دليلًا على الإخلاص وصحةِ الطريقةِ والمنهج، فالعبرة بالأخلاقِ وحُسْنِ السيرة، والاستقامةِ على ما أمر الله به ورسولُه، فالدين المعاملة. قال ابن عبد البرِّ رَحِمَهُ اللهُ: وفي هذا الحديث نصٌّ على أن القرآن قد يقرؤه من لا دين له، ولا خير فيه، ولا يجاوز لسانه. اهـ. الاستذكار (٢/ ٥٠١). وأما عن أشكالهم وهيئاتهم، فقد وُصف سيِّدهم في الحديث بصفاتٍ عجيبة، ولذا يقولُ الحافظ ابنُ كثير رَحِمَهُ اللهُ في صفتهم: وَهَذَا الضَّرْبُ مِنَ النَّاسِ مِن أَغْرَبِ أشْكَالِ بَنِي آدَمَ، فَسُبْحَانَ مَن نَوَّعَ خَلْقَهُ كَمَا أرَادَ، وَسَبَقَ فِي قَدَرِهِ ذَلِكَ. اهـ. البداية والنهاية (١٠/ ٥٨٠). وأما عن أفعالِهم: فإنهم يَقْتُلُونَ أهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أهْلَ الْأوْثَانِ، وهذا ما نراه واقعًا من أتباعهم في هذا الزمان. ومن أبرز عقائدهمُ الباطلة: أنهم يتساهلون بالتكفير، ويُكفرون بالعموم، فقد كفروا خيار الناس وصالحيهم، كمعاويةَ وعثمانَ وعليٍّ -رضي الله عنهم-. فما أشدَّ خطر الخوارج على المسلمين، ولذلك حذّر منهمُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أشدّ التحذير. (١) أي: عن شرائع الْإِسْلَام السمحة الصحيحة الوسطية.