وفي (ص ٣٥٦): قَالَ: وَاخْتِلَافُ الْحَقَائِقِ وَالذَّوَاتِ .. !! إلى غيرها من الملحوظات التي لا يُوجد لها نظير في كتب الشيخ. والذي يظهر لي: أنَّ أصلها من كلام الشيخ، ولكنه كتبها في شبابه، ويدل على ذلك أمور: الأول: أن الشيخ نص أن له مصنفات في شبابه. الثاني: أن أسلوب الرسالة قريب من أسلوب الشيخ العام، وهو قريب من نفَس الشيخ وتقريراته. الثالث: أن فيه حدة لا تكون غالبًا إلا في الشباب. الرابع: أن الشيخ كان يقرأ في صغره للصوفية ويُخالطهم كما نص على ذلك، ولذلك جاءت بعض عباراته مقتبسة منهم؛ كقوله: وَأَيْنَ هُم مِن الْأقْطَاب وَالْأوْتَادِ والأغواث وَالْأَبْدَالِ وَالنُّجَبَاءِ؟ (٣٧٩). وقد علق الجامع على ذلك بقوله: هكذا في الأصل. فقد استنكر هذا من شيخ الإسلام، وحق له ذلك، فإن الشيخ لم يُعهد عليه إطلاق مثل هذه المصطلحات الخاصة بالصوفية، بل أنكر ذلك فقال في (١١/ ٤٣٣): أما الأسماء الدائرة على ألسنة كثير من النساك والعامة مثل الغوث الذي بمكة، والأوتاد الأربعة والأقطاب السبعة والأبدال الأربعين والنجباء الثلاثمائة: فهذه أسماء ليست موجودة في كتاب الله تعالى؛ ولا هي أيضًا مأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإسناد صحيح، ولا ضعيف. اهـ. وقد شكك صاحب كتاب: صيانة فتاوى شيخ الإسلام (ص ٣٨ - ٤٣) بنسبتها له.