للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن الحسن «الحمد لله» (١) حيث وقع بكسر الدّال اتباعا لكسرة لام الجرّ بعدها، وهي لغة تميم وبعض غطفان يتبعون الأوّل للثاني للتّجانس، ورويت عن زيد بن علي وغيره، والجمهور بالرّفع على الابتداء، والخبر الجار والمجرور بعده فيتعلق بمحذوف وهو الخبر في الحقيقة، ثمّ ذلك المحذوف إن شئت قدّرته أسماء وهو المختار، وإن شئت قدّرته فعلا أي: الحمد مستقر لله، أو استقر (٢)، قال أبو حيّان:

"وقراءة الرّفع أمكن في المعنى" (٣)، ولهذا أجمع عليها القرّاء العشرة لأنّها تدلّ على ثبوت الحمد واستقراره لله.

وقرأ «الرّحيم ملك» (٤) بإدغام الميم الأولى في الثّانية أبو عمرو بخلف عنه، وكذا يعقوب من (المصباح)، ووافقهما ابن محيصن من (المفردة)، واليزيدي بخلف عنه، والحسن والمطّوّعي، وخصّص الشّاطبي في إقرائه الإدغام بالسّوسي والإظهار بالدوري، والجمهور عن يعقوب على الإظهار في هذا الموضع ونحوه، وتخصيص الإدغام بأحرف سبق التّنبيه عليها في بابه، ويجوز المدّ والقصر والتوسط في حرف المدّ السّابق قبل المدغم.

وتكرير ﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ (٥) بعد الذي في البسملة إشارة إلى أنّه الحقيق بالحمد (٦).

واختلف في ﴿مالِكِ﴾ (٧) فعاصم والكسائي وكذا يعقوب وخلف بالألف مدّا على وزن «سامع» اسم فاعل من «ملك» «ملكا» بالكسر، وهي موافقة للرّسم تقديرا،


(١) الفاتحة: ٢.
(٢) الدر المصون: ١/ ٢١.
(٣) مفردة الحسن البصري: ٢٠٧، إيضاح الرموز: ٩١، البحر المحيط ١/ ١٣١.
(٤) الفاتحة: ٣، ٤، المصباح ٢/ ٦٨٥، مفردة ابن محيصن: ٩٩.
(٥) أي في البسملة لمن عدها آية، وفي الآية: ٣.
(٦) تفسير البيضاوي ١/ ٦٠.
(٧) الفاتحة: ٤، النشر ١/ ٢٧١، كنز المعاني ٢/ ٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>