للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقراءة الخلفاء الأربعة وكثير من الصّحابة، وفي الترمذي وأبي داود حديث أنّه وأبو بكر وعمر وأراه قال: وعثمان: "كانوا يقرؤن ﴿مالِكِ﴾ بالألف" (١).

قالوا: و ﴿مالِكِ﴾ أمدح من «ملك» لعموم إضافة ﴿مالِكِ﴾ إذ يقال: "مالك الجنّ والطير"، ولا يقال: "ملك الطير"، ولأنّ ثواب تاليها أكثر من ثواب تالي ﴿مالِكِ﴾ (٢) انتهى.

ووافقهم الحسن والمطّوّعي (٣).

وقرأ الباقون «ملك» بغير ألف على وزن «سمع» على أنّه صفة مشبهة من «ملك»، «ملكا»، أي: "قاضي يوم الدين"، لأنّه/ينفرد ذلك اليوم بالحكم، وقد روي عن العرب: "لي في هذا الوادي «ملك»، و «ملك»، و «ملك» "، مثلث الفاء، ولكن المعروف الفرق بين الألفاظ الثّلاثة: فالمفتوح الشدّ والرّبط، والمضموم القهر والتسلّط على من يتأتّى منه الطّاعة ويكون باستحقاق وغيره، والمكسور التّسلط على من يتأتّى منه الطاعة ومن لا يتأتّى منه، ولا يكون إلاّ باستحقاق، وعلى هذا فيكون بين المكسور والمضموم عموم وخصوص من وجه، وقال الراغب: "والملك - بالكسر - كالجنس للملك - بالضّم -، وكلّ ملك - بالكسر -، ملك - بالضم -، وليس كلّ ملك ملكا" (٤) فعلى هذا يكون بينهما عموم وخصوص مطلق، وبهذا يعرف الفرق بين «ملك» و «مالك» فإنّ «ملكا» مأخوذ من «الملك» بالضم، و «مالكا» من «الملك» بالكسر كما تقدّم " (٥) انتهى.


(١) مسند البزار ١٣/ ١٥ (٦٣٠٩)، والترمذي (٢٩٢٨) وقال حديث غريب لا نعرفه من حديث الزهري عن أنس، وقال بضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي: ٣٥٥ (٣٦٤).
(٢) الدر المصون ١/ ٢٩.
(٣) مفردة الحسن البصري: ٢٠٨، المبهج ٢/ ٥، إيضاح الرموز: ٩١، مصطلح الإشارات: ١٣١.
(٤) مفردات ألفاظ القرآن ٢/ ٣٨٥.
(٥) الدر المصون ١/ ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>