للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: وقراءة القصر أبلغ من قراء المدّ لأنّ الصّفة المشبهة تدلّ على معنى الثبوت، وأعم لاندراج المالك في الملك، وأشرف لختم الكتاب العزيز به في سورة «النّاس» المجمع عليه، ولموافقة الرسم تحقيقا (١).

وأمّا كون ﴿(مالِكِ)﴾ أكثر ثوابا لزيادة الألف؟.

فأجيب: بأنّ تضاعف الثواب كما يكون بالحروف يكون بالأشرف (٢).

وفي تفسير البيضاوي أنّ «ملك» يعني بالقصر:" هو المختار لأنّه قراءة أهل الحرمين " (٣) انتهى.

وقد رجّح كلّ من الفريقين إحدى القرائتين على الأخرى ترجيحا يكاد يسقط القراءة الأخرى، وهذا غير مرضي لأنّ كلا منهما متواتر.

وعن المطّوّعي «مالك» بفتح الكاف نصبا على القطع (٤) أي: أمدح، أو أعني، أو منادى مضافا بحذف الأداة توطئة ل ﴿إِيّاكَ نَعْبُدُ،﴾ والجمهور بكسرها.

وعن الحسن «يعبد» (٥) بالياء تحت مضمومة مبنيّا للمفعول الغائب، ووجهها على إشكالها: أنّ فيها استعارة والتفاتا، أمّا الاستعارة فإنّه استعير فيها ضمير النّصب لضمير الرفع، والأصل: «أنت تعبد»، وهو سائغ: وأمّا الالتفات فكان من حقّ هذا القارئ أن يقرأ «إيّاك تعبد» بالخطاب، ولكنّه التفت من الخطاب في ﴿إِيّاكَ﴾ إلى الغيبة في «يعبد» إلاّ أنّ هذا التفات غريب لكونه في جملة واحدة، والجمهور بالنّون مبنيّا للفاعل وهو التفات من الغيبة إلى الخطاب إذ لو جرى الكلام على أصله لقيل:


(١) كنز المعاني ٢/ ٢٠٦ بتصرف في العبارة قال:". .. وأشرف لاستعماله مفردا وختم الكتاب العزيز به ولسلامته من الحذف وموافقة الرسم تحقيقا ".
(٢) كنز المعاني ٢/ ٢٠٦.
(٣) البيضاوي ١/ ٥٥.
(٤) المبهج ٢/ ٤، إيضاح الرموز: ٩١، مصطلح الإشارات: ١٣١.
(٥) الفاتحة: ٥، إيضاح الرموز: ٩١، مصطلح الإشارات: ١٣١، مفردة الحسن: ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>