للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿(الْحَمْدُ لِلّهِ)﴾ ثمّ قيل: «إيّاه نعبد»، والالتفات نوع من البلاغة والحكمة فيه تنشيط السامع (١).

وعن المطّوّعي «نستعين» (٢) بكسر حرف المضارعة وهي لغة مطردة في حروف المضارعة، وذلك بشرطين: أن لا يكون حرف المضارعة ياء لثقل ذلك، وإن يكون المضارع من ماض مكسور العين نحو: «تعلم» من «علم»، أو في أوّله همزة وصل نحو ﴿نَسْتَعِينُ﴾ من نحو: «استعان»، أو تاء مطاوعة نحو: «نتعلم» من «تعلم»، فلا يجوز في «تضرب» و «تقتل» كسر حرف المضارعة لعدم الشرطين المذكورين (٣).

ومعنى الآية: نخصّك بأقصى غاية التّذلل وطلب المعونة لما أثنى عليه كأنّه حضر بين يديه فخاطبه، وهو إخبار من جميع العباد الذي هو فرد منهم أدرج عبادته في عبادتهم لعلّها تقبل ببركتها، أو المراد الحاضرون لا سيما إن كان في جماعة، وقيل:

النّون للتّعظيم لأنّه إذا كان في العبادة فجاهه عريض (٤).

واختلف في ﴿الصِّراطَ﴾ و ﴿صِراطَ﴾ (٥) فقنبل من طريق ابن مجاهد وكذا رويس بالسين حيث وقعا على الأصل لأنّه مشتق من «السرط» وهو: البلع، يقال: سرط الطعام، إذا ابتلعه كأنّه يبلع المارة به (٦)، وعليها عامة العرب، ووافقهما ابن محيصن من (المفردة) فيهما، والشّنبوذي فيما تجرّد عن اللاّم، وقرأ خلف عن حمزة بإشمام الصّاد الزّاي في كلّ القرآن، ومعناه مزج لفظ الصّاد بالزاي لأنّها/تجانس الطّاء في


(١) النشر ١/ ٤٩، الدر المصون: ١/ ٣٦.
(٢) الفاتحة: ٥، النشر ٢/ ٢٠١، إيضاح الرموز: ٩١، مصطلح الإشارات: ١٣١، المبهج ١/ ٤٤٧.
(٣) الدر المصون ١/ ٣٨.
(٤) تفسير ابن عادل ١/ ١٩٥، الدر المصون ١/ ٣٥.
(٥) الفاتحة: ٦، ٧، إيضاح الرموز: ٩٢، مصطلح الإشارات: ١٣١، المبهج ٢/ ٤٤٨.
(٦) ومنه سمي الطريق سرطا كأنه يبلع المار به، البحر المحيط ١/ ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>