للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجهر، ويعبّر عنه ب «صاد» بين بين وك «زاي»، وهي: لغة قيس ووافقه المطّوّعي، واختلف عن خلاّد ففي (الشّاطبيّة) كأصلها إشمام أوّل «الفاتحة» فقط، وبه قرأ الدّاني على أبي الفتح فارس وقطع له بالإشمام في حرفي «الفاتحة» فقط صاحب (العنوان) الطرسوسي من طريق ابن شاذان عنه، وصاحب (المستنير) من طريق ابن البحتري عن الوزّان عنه، وقطع له بالإشمام في المعرّف باللام خاصة هنا، وفي جميع القرآن أبو علي في (الرّوضة) وفاقا لجمهور العراقيين، وقطع له بعدم الإشمام في الجميع في (التّبصرة) و (الكافي) و (الهداية) وفاقا لجمهور المغاربة، وبه قرأ الدّاني على أبي الحسن وانفرد ابن عبيد عن الصّوّاف عن الوزّان بالإشمام مطلقا في جميع القرآن كخلف عن حمزة، وقرأ الباقون بالصّاد، ورواه ابن شنبوذ وسائر الرواة عن قنبل، قال البيضاوي:" وهي لغة قريش " (١) زاد الجعبري في كلّ سين بعدها عين أو خاء أو قاف أو طاء، وإنّما قلبت السّين صادا لتطابق الطّاء في الإطباق والاستعلاء والتّفخيم مع الرّاء استثقالا للانتقال من سفل إلى علو، قال الجعبري:" وهي الفصحى عليها جاء التّنزيل لقول عثمان : "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش لأنّ القرآن نزل بلغتهم"، والأصل مرجوح بتعدّد التّناسب وهي موافقة للرّسم " (٢).

وعن الحسن «اهدنا صراطا مستقيما» (٣) بالنّصب والتّنوين فيهما من غير «أل» في أوّل الكلمتين اعتمادا على إيضاحه بالبدل كقوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِراطِ اللهِ﴾ (٤)، وقيل معناه: معنى التّعريف لأنّ فيه معنى التّجريد كقوله (٥):


(١) تفسير البيضاوي: ٦٩.
(٢) النشر ١/ ٢٧١، التيسير: ١٨، العنوان: ١٣٥، التبصرة: ٥٥، المستنير ١/ ٤٤١، الروضة ٢/ ٥١٧، الكافي: ٣٧، كنز المعاني ٢/ ٢١٠.
(٣) الفاتحة: ٦، مصطلح الإشارات: ١٣٢، مفردة الحسن: ٢٠٨.
(٤) الشورى: ٥٢، ٥٣.
(٥) البيت من الطويل، وهو لبشر بن صفوان في الحماسة البصرية، ولأبي الخطار الكلبي في -

<<  <  ج: ص:  >  >>