للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ ﴿السُّفَهاءُ أَلا﴾ (١) بتحقيق الأولى وتسهيل الثّانية (واوا) خالصة مفتوحة نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي، وإنّما قلبت (واوا) لأنّ تسهيلها جعلها كالألف والألف لا يكون ما قبلها إلاّ من جنسها فجرى ما أشبهها مجراها فتعيّن قلبها، ولا يمكن تدبيرها بحركتها لتعذر (الألف) بعد الضّم فتعيّن تدبيرها بحركة سابقتها فجعلت (واوا) لأنّ حركة سابقتها الضّم، وفتحت محافظة على حركتها، وقرأ الباقون بتحقيقها على الأصل.

ويوقف على ﴿السُّفَهاءُ﴾ لحمزة وهشام بخلف عنه بإبدال الهمزة ألفا من جنس سابقها مع المدّ والقصر والتّوسط، ويجوز تسهيلها بين بين مع المدّ والقصر فتصير خمسة، وكذا كلّ همزة متطرفة مضمومة أو مكسورة لم ترسم لها صورة، ويوافقهما الأعمش بخلف.

ويوقف لحمزة أيضا على ﴿قالُوا آمَنّا﴾ بالتّحقيق مع عدم السّكت، وهو مذهب الجمهور، وبالسّكت وهو مذهب الشّذائي وغيره، وبالنّقل وهو مذهب أكثر العراقيين، وبالإدغام وهو جائز من طريق أكثرهم، وحكى الحافظ أبو يعلي (٢) التّسهيل بين بين وهو ضعيف، فهذه خمسة أوجه.

واتّفقوا على أنّه لا يجوز مدّ ﴿خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ﴾ و ﴿اِبْنَيْ آدَمَ﴾ (٣) لفقد الشرط باختلاف حركة ما قبله وضعف السّبب بالانفصال.

وقرأ ﴿مُسْتَهْزِؤُنَ﴾ (٤) بحذف الهمزة وضم الزّاي وصلا ووقفا أبو جعفر، ويوقف عليها لحمزة بالتسهيل بين الهمزة والواو، وهو مذهب سيبويه دبّرها بحركتها لأنّها أولى بها من غيرها، وبالإبدال ياء وهو مذهب الأخفش دبّرها بحركة ما قبلها


(١) البقرة: ١٣، كنز المعاني ٢/ ٦٢٨، النشر ١/ ٣٨٥، ٤٣٨.
(٢) الصواب الحافظ [أبو العلاء] كما في النشر ١/ ٤٣٧، انظر غاية الاختصار ١/ ٢٥٥.
(٣) ﴿(قالُوا آمَنّا)﴾ [البقرة: ١٤]، البقرة: ١٤، المائدة: ٢٧.
(٤) البقرة: ١٤، النشر ١/ ٤٤٦، الكتاب ٣/ ٥٤٢، البحر المحيط ١/ ١١٤، كنز المعاني ٢/ ٥٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>