للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

["وليدل على أنّ الهمزة المحذوفة مضمومة في الابتداء"] (١)، وعلّله أبو البقاء بأنّه: "نوى الوقف على التّاء فسكّنها ثمّ حرّكها بالضّمّ إتباعا لضمة الجيم، وهذا من إجراء الوصل مجرى الوقف" (٢)، على أنّ أبا جعفر لم ينفرد بهذه القراءة بل وافقه عليها غيره كسليمان بن مهران وقتيبة عن الكسائي من طريق أبي خالد والأعمش، وإذا ثبت مثل ذلك في كلام العرب، فكيف ينكر؟، وقرأ الباقون بالكسرة الخالصة في المواضع الخمسة على الجر بالحرف.

وأمال ﴿أَبى﴾ (٣) حمزة والكسائي وكذا خلف ووافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح والتّقليل، وبه قرأ قالون من (العنوان)، وقرأ الباقون بالفتح.

وأدغم ثاء ﴿حَيْثُ﴾ في شين ﴿شِئْتُما﴾ (٤) مع إبدال الهمزة طلبا للتّخفيف أبو عمرو وهو في جميع كتب أصحاب الإدغام من روايتي الدّوري السّوسي معا، وهو عن/السّوسي في (الشّاطبيّة) ك (تذكرة) ابن غلبون، والثّاني في (التّيسير) وبه كان يقرئ الشّاطبي، ويجوز في المدغم الإشمام والرّوم وتركهما، والمدّ والقصر في حرف اللين، ويمتنع لأبي عمرو الإدغام مع الهمز، ويجوز الإظهار مع الهمز والإبدال كما تقدّم البحث فيه في بابه، ووافقه اليزيدي، وأدغم يعقوب كذلك من (المصباح)، وعضّده أبو حيّان في (مفردته).

وعن ابن محيصن ﴿هذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ (٥)، وما جاء منه نحو ﴿هذِهِ الْقَرْيَةَ،﴾ ﴿هذِهِ الْبَلْدَةِ﴾ (٦) بياء من تحت ساكنة بدل الهاء لغة في ﴿هذِهِ﴾.


(١) ما بين المعقوفين مكرر في الأصل، والنص من التبيان ١/ ٥١، النشر ٢/ ٢١١.
(٢) إملاء ما من به الرحمن ١/ ٣٠ وصدره أبو البقاء بقيل، وانظر النص أيضا في التبيان له ١/ ٥١.
(٣) البقرة: ٣٤، العنوان: ١١٤.
(٤) البقرة: ٣٥، التذكرة ١/ ٨٩، التيسير: ١٣، باب الإدغام ٢/ ٥٠.
(٥) البقرة: ٣٥، مفردة ابن محيصن: ٢٠٧، مصطلح الإشارات: ١٣٩، إيضاح الرموز: ٢٦٨، المبهج ١/ ٤٥٨، الدر المصون ١/ ٢٨٣.
(٦) (البقرة: ٥٨، النساء: ٧٥، الأعراف: ١٦١، العنكبوت: ٣١، ٣٤)، النمل: ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>