للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحت وفي رجليك ما فيهما … وقد بدا هنك من المئزر

وممّا يدل على صحّة قراءته أيضا: ما حكاه أبو زيد من قوله - تعالى - ﴿وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ (١) بإسكان اللاّم، وقراءة مسلم من محارب ﴿وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ﴾ (٢) بإسكان التّاء، وإجماع الأئمة على جواز تسكين حركة الإعراب في الإدغام دليل على جوازها.

وقد وافق ابن محيصن من (المبهج) على اختلاس ﴿بارِئِكُمْ﴾ في الموضعين، وعنه الإشباع من (المفردة)، وعنه الإسكان من (المبهج) في الكلمات الخمس ونحوهن ممّا اجتمع فيه ضمّتان أو ثلاث نحو ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ﴾ و ﴿يَنْصُرْكُمُ﴾ و ﴿يُصَوِّرُكُمْ،﴾ وكذلك ﴿نَحْشُرُهُمْ﴾ و ﴿نَعْلَمُهُمْ﴾ و ﴿نُطْعِمُكُمْ﴾ ونحوه، والاختلاس من (المفردة) في ذلك كلّه، وقال في (الإقناع) فيما حكاه في (المصطلح):

"ابن محيصن وحده يختلس الحركة من كلمة اجتمع فيها ضمّتان، وهي ستّة أحرف إذا لم يكن فيها تشديد أو ساكن، نحو قوله ﴿يَأْمُرُكُمْ﴾ و ﴿يَنْصُرْكُمُ﴾ و ﴿يَأْمُرُكُمْ﴾ و ﴿نَحْشُرُهُمْ﴾ و ﴿وَما يُشْعِرُكُمْ﴾ ﴿يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ﴾ ﴿يَكْلَؤُكُمْ﴾ ونحوهن" (٣) انتهى.

وقرأ الباقون بالإشباع على الأصل محافظة على دلالة الإعراب نصّا، وبه قرأ اليزيدي فخالف أبا عمرو في ﴿بارِئِكُمْ﴾ وباب ﴿يَأْمُرُكُمْ،﴾ ولا خلاف عن أبي


= - وأراد به هنا: الفرج: والمئزر هو الإزار، كقولهم: ملحف ولحاف، والبيت شاهد لتسكين «هنك» في الإضافة للضرورة، والبيت في الكتاب ٢/ ٢٩٧، الخصائص ١/ ٧٤، المحتسب ١/ ١١٠، الخزانة ٢/ ٢٧٩، تاج العروس ٤٠/ ٣١٦، شرح الرضى ٢/ ٢٧٣، شرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٩١، شرح المفصل ١/ ٤٨، المفصل في شواهد العربية ٣/ ٤٨٢، شرح الشواهد الشعرية ١/ ٥٣٧.
(١) الزخرف: ٨٠.
(٢) البقرة: ٢٢٨.
(٣) القائل الأهوازي في كتابه الإقناع، وهو مفقود طبعت منه قطعة بتحقيق د/عمر حمدان، مصطلح الإشارات: ١٤٣، وانظر: المبهج ٢/ ٣٩، مفردة ابن محيصن: ٢٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>