للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ ﴿عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ﴾ (١) بضم الميم وكسر الهاء نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وكذا أبو جعفر - مناسبة للهاء - بالياء وتحريك الميم بحركتها الأصلية، ووافقهم ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء لمجاورة الكسرة أو الياء السّاكنة وكسر الميم أيضا على أصل التقاء السّاكنين، ووافقه اليزيدي والحسن، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بضمّهما لأنّ الميم حرّكت للساكن بحركة الأصل، وضم الهاء اتباعا لها، وافقهم الأعمش، وقرأ يعقوب باتباع الميم الهاء فيضمها كالهاء.

وقرأ ﴿النَّبِيِّينَ﴾ (٢)، و ﴿النَّبِيُّونَ﴾ (٣)، و ﴿الْأَنْبِياءَ﴾ (٤)، و ﴿النَّبِيُّ﴾ (٥)، و ﴿النُّبُوَّةَ﴾ (٦) بالهمز نافع على الأصل لأنّه من «النّبأ» وهو الخبر، وقد أنكره قوم، وقال أبو عبيدة: "الفصحى عدم الهمزة"، وهو يدل على جواز الوجهين، ولكن الأفصح التّخفيف، وقرأ الباقون بياء مشددة في المفرد وجمع السلامة، وفي جمع التكسير بياء خفيفة مفتوحة بعد الموحدة، وفي المصدر بواو مشددة مفتوحة، فوجه الياء والواو أنّ أصله الهمز، وأبدل للتّخفيف، ويحتمل أن يكون واويّا من «نبا» «ينبوا» ارتفع، فالنّبي مرتفع بالحق عن الخلق، وقرأ به قالون في موضعي «الأحزاب» (٧) / فى الوصل (٨) لأنّه إذا همز على أصله اجتمع همزتان مكسورتان منفصلتان، ومذهبة تخفيف الأولى فعدل عن التّسهيل إلى البدل بعد الياء توصّلا إلى الإدغام مبالغة في


(١) البقرة: ٦١، النشر ٢/ ٢١٥.
(٢) كما في: البقرة: ٦١، ٢١٣، وآل عمران: ٢١، ٨١، النساء: ٦٩، الإسراء: ٥٥، مريم: ٥٨، الأحزاب: ٧، ٤٠.
(٣) البقرة: ١٣٦، آل عمران: ٨٤، المائدة: ٤٤.
(٤) آل عمران: ١١٢، ١٨١، النساء: ١٥٥.
(٥) كما في: آل عمران: ٦٨، الأعراف: ١٥٧، ١٥٨، الأنفال: ٦٥.
(٦) العنكبوت: ٢٧، الحديد: ٢٦، النشر ١/ ٤٠٦، المبهج ١/ ٤٦٥، مصطلح الإشارات: ١٤٢، إيضاح الرموز: ٢٧٣.
(٧) الأحزاب: ٥٠، ٥٣.
(٨) في (أ) بزيادة [مع تشديد الياء].

<<  <  ج: ص:  >  >>