للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التّخفيف، ووجه تخصيص الوصل: أنّ فيه اجتمع الهمزتان، وهو سبب التّخفيف وإذا وقف عاد إلى أصله بالهمز (١).

وقرأ ﴿وَالصّابِئِينَ﴾ هنا و «الحج» (٢) بالبدل لأجل التّخفيف نافع وكذا أبو جعفر، والباقون بالهمز، فمن همز جعله من «صبا ناب البعير»، إذا طلع، و «صبأت النجوم»، طلعت، ومن لم يهمز جعله من: «صبا»، «يصبوا» إذا مال، و «الصابئون»:

قال البيضاوي (٣) وغيره: قوم بين النّصارى والمجوس، وقيل: أصل دينهم دين نوح، وقيل: هم عبدة الملائكة، وقيل: عبدة الكواكب.

ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالياء، وبالحذف، واختاره الآخذون بالتّخفيف الرسمي، قيل: وبالإبدال ياء ذكره الهذلي، وضعّف وافقه الأعمش بخلف عنه.

وكذا حكم الوقف على ﴿خاسِئِينَ﴾ و ﴿الْخاطِئِينَ﴾ (٤) لهما.

وأمال ﴿النَّصارى﴾ (٥) أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا خلف، وقرأ ورش بين اللفظين، والباقون بالفتح.

وقرأ بإخفاء التّنوين عند «خاء» ﴿قِرَدَةً خاسِئِينَ﴾ (٦) أبو جعفر، وهو مروي عن قالون فيما انفرد به ابن مهران عن ابن بويان كما سبق (٧).

وأبدل همزة ﴿خاسِئِينَ﴾ (٨) ياء أبو جعفر، وسبق في الهمز.


(١) البحر المحيط ١/ ٣٨٢، كنز المعاني ١١٣٠، الكشف ١/ ٦١.
(٢) البقرة: ٦٢، الحج: ١٧، النشر ١/ ٣٩٧، المبهج ١/ ٤٦٦، إيضاح الرموز: ٢٧٣، الدر المصون ١/ ٣٠٤، كنز المعاني ٣/ ١١٣٠.
(٣) تفسير البيضاوي ١/ ٣٣٤.
(٤) (البقرة: ٦٥، الأعراف: ١٦٦)، يوسف: ٢٩ على الترتيب.
(٥) البقرة: ١١٣، ١٢٠.
(٦) البقرة: ٦٥.
(٧) انظر: باب النون الساكنة والتنوين ٢/ ٩١.
(٨) البقرة: ٦٥، باب الهمز المفرد ٢/ ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>