للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويوقف على ﴿فَادّارَأْتُمْ﴾ (١) بإبدال الهمزة ألفا لحمزة كأبي عمرو ومن وافقه في الحالين، ولا يجوز لحمزة غيره، ووافقه الأعمش بخلف عنه.

وعن المطّوّعي عن الأعمش أيضا «لمّا يتفجر»، «لمّا يشقق»، «لمّا يهبط» (٢) بالتّشديد في الثّلاثة لكن بخلاف في الأخيرين، قال ابن عطية: "وهي قراءة غير متّجهة" (٣).

وعنهم «يهبط» (٤) بضم الباء، والجمهور بكسرها.

واختلف في ﴿عَمّا تَعْمَلُونَ * أَفَتَطْمَعُونَ﴾ (٥) فابن كثير بالغيب مناسبة لقوله ﴿فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ﴾ و ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (٦)، ويحتمل أن يكون الخطاب مع بني إسرائيل ويكون ذلك التفاتا إذ خرج من الخطاب في قوله ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ إلى الغيبة في قوله تعالى ﴿يَعْلَمُونَ،﴾ وحكمة هذا الالتفات أنّه أعرض عن مخاطبتهم وأبرزهم في صورة من لا يقبل عليهم بالخطاب، وجعلهم كالغائبين عنه؛ لأنّ مخاطبة الشّخص ومواجهته بالكلام إقبال عليه من المخاطب وتأنيس له، فقطع عنهم مواجهته لهم بالخطاب لكثرة ما صدر عنهم من المخالفات (٧)، وافقه ابن محيصن، وقرأ الباقون بالخطاب مناسبة لقوله ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادّارَأْتُمْ فِيها﴾ ﴿تَكْتُمُونَ﴾ ﴿وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ ﴿أَفَتَطْمَعُونَ﴾ (٨) لأنّه للمؤمنين.


(١) البقرة: ٧٢، النشر ١/ ٤٦٠.
(٢) جميعها في البقرة: ٧٤، المبهج ١/ ٤٦٨، إيضاح الرموز: ٢٧٧، مصطلح الإشارات: ١٤٤.
(٣) تفسير ابن عطية ١/ ١٦٧.
(٤) البقرة: ٧٤، المبهج ١/ ٤٦٩، إيضاح الرموز: ٢٧٧، مصطلح الإشارات: ١٤٤.
(٥) البقرة: ٧٤، ٧٥، النشر ٢/ ٢١٨، المبهج ١/ ٤٦٩، مفردة ابن محيصن: ٢٠٨.
(٦) البقرة: ٧١، ٧٥، على الترتيب.
(٧) البحر المحيط ١/ ٤٣٢.
(٨) البقرة: ٧٢، ٧٣، ٧٤، ٧٥، على الترتيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>