للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ،﴾ ﴿وَلكِنَّ اللهَ رَمى﴾ (١): فابن عامر وحمزة والكسائي وكذا خلف بتخفيف النّون من ﴿(وَلكِنَّ)﴾ كما هو لغة فيها، وكسرها في الوصل ورفع ما بعدها على الابتداء، وافقهم الأعمش عليها، والحسن في ثاني «الأنفال»، وقرأ الباقون بالتّشديد، فيجب إعمالها فتنصب ما بعدها، وإذا خفّفت فهل يجوز إعمالها؟، مسألة خلاف، والجمهور على المنع ["ونقل أبو القاسم بن الرماك عن يونس جواز إعمالها، ونقل ذلك غيره عن الأخفش، فالصحيح المنع، وقال الكسائي والفراء: الاختيار التشديد إذا كان قبلها واو، والتخفيف إذا لم يكن معها، وذلك لأنها مخففة تكون عاطفة ولا تحتاج إلى واو معها ك «بل»: فإذا كان قبلها واو لم تشبه «بل» لأن «بل» لا يدخل عليها الواو، فإذا كانت «لكن» مشددة عملت عمل «إن»، ولم تكن عاملة انتهى، وهذا كله على تسليم أن تكون عاطفة، وهي مسألة خلاف، والجمهور على أن «لكن» تكون عاطفه، وذهب يونس إلى أنها ليست من حروف العطف، وهو الصحيح لأنه لا يحفظ ذلك من لسان العرب بل إذا كان جاء بعدها ما يوهم العطف كانت مقرونة بالواو كقوله - تعالى - ﴿ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ﴾ (٢)، قاله أبو حيان"] (٣).

واختلف أيضا في ﴿وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ،﴾ ﴿وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اِتَّقى﴾ موضعي هذه السّورة (٤)، فنافع وابن عامر بالتّخفيف والرّفع كذلك، ووافقهما الحسن.

واختلف أيضا في ﴿وَلكِنَّ النّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ ب «يونس» (٥) فحمزة


(١) الآيات على الترتيب: البقرة: ١٠٢، الأنفال: ١٧ معا، النشر ٢/ ٢٢٠، المبهج ٢/ ٧٤، البحر المحيط ١/ ٥٢٥.
(٢) الأحزاب: ٤٠.
(٣) ما بين المعقوفين ليس في الأصل، وهو في جميع المخطوطات، والنص بكماله من البحر المحيط ١/ ٣٢٧، معاني القرآن للفراء ١/ ٤٦٥.
(٤) البقرة: ١٧٧، ١٨٩، النشر ٢/ ٢٢٠.
(٥) يونس: ٤٤، النشر ٢/ ٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>