للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكسائي وكذا خلف بالتّخفيف والرّفع أيضا، ووافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بتشديد ﴿وَلكِنَّ﴾ ونصب ما بعدها.

وعن المطّوّعي عن الأعمش إمالة ﴿بِضارِّينَ﴾ (١).

ويوقف على ﴿الْمَرْءِ﴾ (٢) بالنّقل مع إسكان الرّاء للوقف على القياس لحمزة وهشام بخلف عنه، وتجوز الإشارة فيه بالرّوم إلى كسرة الرّاء، ووافقهما الأعمش بخلف عنه.

وأمال ﴿اِشْتَراهُ﴾ أبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا خلف ووافقهم الأعمش، وقرأ بالتّقليل قالون من (العنوان) وورش من طريق الأزرق والباقون بالفتح.

وأمّا الخلف في ﴿يُنَزَّلَ﴾ (٣) فسبق تقريره قريبا.

وعن ابن محيصن والحسن «راعنا» هنا و «النساء» (٤) بالتّنوين على أنّه صفة لمصدر محذوف أي: قولا راعنا، وهو على طريق النسب ك «لابن»، و «تامر» لما كان القول سببا في النّسب اتّصف بالرّعن، فنهوا في هذه القراءة من أن يخاطبوا الرّسول بلفظ يكون فيه نقص أو يوهم شيئا من الغضّ لما يستحقّه من التّعظيم وتلطيف القول وأدبه، وفي (المفردة) عن ابن محيصن أيضا بلا تنوين كالباقين، والرّعن: حفظ الغير لمصلحته، "وكان المسلمون يقولون للرّسول:

"راعنا أي: راقبنا وتأنّ بنا فيما تلقننا حتى نفهمه، وسمع اليهود فخاطبوه به مريدين نسبته إلى الرّعن أو سبّه بالكلمة العبرانية التي كانوا يتسابون بها وهي:" راعنا "، فنهى المؤمنون عنها، وأمروا بما يفيد تلك الفائدة، ولا


(١) البقرة: ١٠٢، المبهج ١/ ٤٧٥، مصطلح الإشارات: ١٥١، إيضاح الرموز: ٢٨٢.
(٢) البقرة: ١٠٢، النشر ١/ ٤٣٢.
(٣) البقرة: ١٠٥، انظر: ٣/ ١٢٣.
(٤) البقرة: ١٠٤، النساء: ٤٦، مفردة ابن محيصن: ٢١٠، المبهج ١/ ٤٧٦، إيضاح الرموز: ٢٨٢، مصطلح الإشارات: ١٥١، البحر المحيط ١/ ٥٤٤، الدر المصون ١/ ٢٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>