للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن مهران وغيره عن ابن شبيب تشديد الرّاء وفتحها فيهما، ولا خلاف عنهم في مدّ الألف لالتقاء السّاكنين، وعن الحسن براءين الأولى مفتوحة والثّانية ساكنة، وقرأ الباقون بفتحها مشدّدة على أنّ «لا» ناهية فهي جازمة فسكنت الرّاء الأخيرة للجزم، وقبلها راء ساكنة مدغمة فالتقى ساكنان فحرّكنا الثّاني لا الأوّل، وإن كان الأصل [للأول] (١)، وكانت الحركة فتحة، وإن كان أصل التقاء السّاكنين لأجل الألف إذ هي أخت الفتحة.

واختلف في ﴿ما آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ هنا، و ﴿وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً﴾ أوّل/ «الرّوم» (٢) فابن كثير بقصر الهمزة فيهما من باب المجيء أي: جئتم، وفعلتم، لقول زهير (٣):

وما يك من خير أتوه فإنّما … توارثه آباء آبائهم قبل

وقرأ الباقون بالمدّ من باب الإعطاء فهو يتعدى لاثنين.

واتّفقوا على مدّ ثاني «الرّوم»، و ﴿وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ﴾ (٤) لأنّه من باب الإعطاء كقوله ﴿وَآتَى الزَّكاةَ﴾ (٥).

وأبدل الهمزة الثّانية ياء خالصة، وحقّق الأولى من ﴿خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ﴾ (٦) نافع وابن كثير وأبو عمرو، وكذا أبو جعفر ورويس وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ الباقون بتحقيقهما.


(١) في الأصل فقط «للام» وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه من باقي المخطوطات.
(٢) البقرة: ٢٣٣، الروم: ٣٩، النشر ٢/ ٧٥، المبهج ١/ ٤٩٩، مصطلح الإشارات: ١٦٦، إيضاح الرموز: ٣٠١، الدر المصون ٣/ ١٥، البحر المحيط ٢/ ٥٠٩.
(٣) البيت من الطويل، وهو في ديوان زهير بن أبي سلمى: ١١٥ من قصيدته اللامية التى مطلعها:
صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو … وأقفر من سلمى التعانيق فالثقل
وهي في زاهر الآداب ١/ ٥٩، الشعر والشعراء ١/ ١٣٧.
(٤) الروم: ٣٩.
(٥) البقرة: ١١٧، التوبة: ١٨.
(٦) البقرة: ٢٣٥، النشر ١/ ٣٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>