للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأزرق بين بين، وفتحها كباقي القرّاء.

واختلف في ﴿فَيُضاعِفَهُ﴾ (١) هنا و «الحديد» فابن عامر وعاصم وكذا يعقوب، بنصب الفاء فيهما على إضمار «أن» عطفا على المصدر المفهوم من: ﴿يُقْرِضُ﴾ في المعنى، فيكون مصدرا معطوفا على مصدر تقديره: «من ذا الذي يكون منه إقراض فمضاعفة من الله»، كقوله (٢):

للبس عباءة وتقرّ عيني … أحبّ إليّ من لبس الشّفوف

أو على جواب الاستفهام في المعنى لأنّ الاستفهام وإن وقع عن المقرض لفظا فهو عن الإقراض/معنى، كأنّه قال: "أيقرض الله أحد فيضاعفه"، قال أبو البقاء: "ولا يجوز أن يكون جواب الاستفهام على اللفظ لأنّ المستفهم عنه في اللفظ المقرض أي الفاعل للقرض لا عن القرض الذي هو الفعل" (٣)، وقد منع بعض النّحويين النّصب بعد الفاء في جواب الاستفهام الواقع من المسند إليه الحكم لا عن الحكم، وهو


(١) البقرة: ٢٤٥، الحديد: ١١، النشر ٢/ ٢٢٩، المبهج ١/ ٥٠٠، إيضاح الرموز: ٣٠٣، مصطلح الإشارات: ١٦٧، التبيان ١/ ١٩٤، والبحر ٢/ ٥٦٦، الدر المصون ٣/ ٤٦.
(٢) البيت من الوافر، وقائلته هي: ميسون بنت بجدل الكلابية، زوج معاوية وأم يزيد، ضمن مقطوعة تحن إلى البادية ذات ليلة بعد حملها إلى دمشق بعد زواجها من معاوية، فلما سمعها معاوية طلقها وألحقها بأهلها، ويروى (ولبس)، والعباية: جبة من الصوف ونحوه،، (وتقر عيني): قررت عينه: بردت، كناية عن سكون النفس، وعدم طموحها إلى ما ليس في يدها، و (الشفوف) جمع «شف» بكسر الشين وفتحها، هو ثوب وقيق يستشف ما رواءه، والشاهد: في قوله: (وتقر) حيث نصب الفعل المضارع الذي هو (تقر) بأن مضمرة بعد الواو ليكون المصدر المنسبك من (أن) ومدخولها معطوفا على الاسم السابق فتكون قد عطفت اسما على اسم، وذلك لأن المعطوف عليه اسم خالص من التقدير بالفعل، وهو (لبس)، وهذا الإضمار «جائز» لا واجب، وهو من شواهد الكتاب لسيبويه ١/ ٤٢٦، والجمل للزجاجي ص ١٨٨، والمقتضب ٢/ ٢٦، وشرح المفصل لابن يعيش ٧/ ٢٥، وشرح ابن عقيل ٤/ ٢٠، ومعنى اللبيب ٢/ ٣٦١، وأوضح المسالك ٤/ ١٩٢، وشرح شذور الذهب: ٣١٤، وهمع الهوامع ٤/ ٣٩٧، وفي الخزانة ٣/ ٥٩٣، ٤/ ٦٢١، المعجم المفصل ٥/ ١٠٠، شرح الشواهد ٢/ ١٣٦.
(٣) التبيان ١/ ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>