للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يثبت لأنّه من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن (١)، عن ابن مسعود، ولم يلق ابن مسعود، وقد ردّه قوم من أهل النّظر؛ منهم أبو جعفر أحمد بن أبي عمران (٢) " (٣).

وقال أبو العلاء الهمداني، والأهوازي (٤): "قوله: زاجر وآمر … إلى آخره، استئناف كلام آخر أي هو زاجر أي القرآن، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، وإنّما توهّم ذلك من توهّمه من جهة الاتّفاق في العدد".

ومما يقوّي ذلك أنّ الصّحابة الذين اختلفوا وترافعوا إلى النّبي كما تقدّم في حديث عمر وهشام، وثبت عن أبي، وابن مسعود، وعمرو بن العاص وغيرهم، لم يختلفوا في تفسيره، ولا أحكامه، وإنّما اختلفوا في قراءة حروفه، وقد نقل القرطبي عن ابن حبان أنّه بلغ الاختلاف في معنى الأحرف السّبعة إلى خمسة وثلاثين قولا (٥)، ولم يذكر القرطبي منها سوى خمسة.

وكان قد اشتهر في الزّمن النّبوي بحفظ القرآن، والتّصدي لتعليمه أربعة: عبد الله بن مسعود، وسالم بن معقل (٦)، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب كما في البخاري بلفظ:


= - العالية (٣٤٩٩)، وابن حبان في صحيحه ٣/ ٢٠ (٧٤٥)، الألباني في الصحيحة ٢/ ٨٦ (٥٨٧).
(١) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، اسمه عبد الله، وقيل اسمه كنيته، روى عن أبيه، وعثمان، وابن عباس، مدني ثقة، مكثر، ولد سنة بضع وعشرين، ومات سنة ٩٤ هـ، انظر: الوافي بالوفيات ٥/ ١٠٣، الطبقات الكبرى ٥/ ١٥٥.
(٢) أحمد بن أبي عمران، موسى بن عيسى البغدادي، أبو جعفر، الإمام الفقيه، ولد في حدود المائتين، سكن مصر، حدث عن ابن حمدويه، وابن الوليد الكندي، لازمه الطحاوي وتفقه عليه، توفي في محرم سنة ثمانين ومائتين، انظر: سير أعلام النبلاء ١٣/ ٣٣٤.
(٣) التمهيد، ابن عبد البر ٥/ ٤٥٣.
(٤) قول الهمداني في الإيضاح، والأهوازي في كتاب المقاطع، كما ذكر في المرشد: ١٠٨، والفتح ٩/ ٢٩، انظر: الاتقان ١/ ٣٢٦.
(٥) القرطبي ١/ ٤٢.
(٦) سالم بن معقل بفتح الميم، وكسر القاف مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، أبو عبد الله الصحابي الكبير، أعتقته زوجة أبو حذيفة، كان من كبار المقرئين، يؤم المهاجرين والأنصار، استشهد يوم اليمامة في ربيع الأول سنة ١٢ هـ: انظر: سير أعلام النبلاء ١/ ١٦٧، الاستيعاب -

<<  <  ج: ص:  >  >>