للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"خذوا القرآن عن أربعة … " (١) فذكرهم، أي: تعلّموه منهم.

قال في (فتح الباري): "ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحد في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن، بل يكون الذين يحفظونه مثل الذين حفظوه أو أزيد، وقد قتل في غزوة بئر معونة (٢) جماعة من الصحابة كان يقال لهم القرّاء وكانوا سبعين" (٣).

وقال الكرماني (٤): "يحتمل أنّه أراد الإعلام بما يكون بعده أي أنّ هؤلاء الأربعة يبقون حتى ينفردوا بذلك"، وتعقّب بأنّهم لم ينفردوا بل الذين مهروا في تجويد القرآن بعد العصر النّبوي أضعاف المذكورين " (٥).

وخطب عبد الله بن مسعود فقال:" والله قد أخذت من فيّ رسول الله بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب رسول الله أنّي أعلمهم بكتاب/الله، وما أنا بخيرهم "رواة البخاري (٦).

وروى عنه مسروق (٧) أنّه قال:" والذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله


= - ٤/ ١٠١، أسد الغابة ٢/ ٣٠٧.
(١) متفق عليه؛ البخاري ٣/ ١٣٨٥ (٣٥٩٧).
(٢) وقعت في السنة الرابعة من الهجرة، وفيها أرسل الرسول أربعين من القراء ليعلموا أهل نجد الدين فلما نزلوا بئر معونة غدر بهم عامر بن الطفيل وقتلهم عن آخرهم إلا كعب بن زيد، فجعل رسول الله يدعو عليهم حتى أمره ربه أن يتوقف عن الدعاء، الرحيق المختوم: ٢٦٨.
(٣) الفتح ٩/ ٤٨.
(٤) الكرماني، شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن عبد الكريم الكرماني الشافعي، نزيل بغداد، ولد سنة ٧١٧ هـ، وتوفي راجعا من مكة بمنزله سنة ٧٨٦ هـ، اشتهر بتأليفه لكتاب الكواكب الدراري شرح صحيح البخاري، حاشية على أنوار التنزيل، وغير ذلك، الأعلام ٧/ ١٥٣، معجم المؤلفين ١٢/ ١٢٩، الدرر الكامنة ٤/ ٣١٠، الكواكب الدراري ١٥/ ٢٣١.
(٥) فتح الباري ٩/ ٣٨ والعبارة بتصرف.
(٦) صحيح البخاري ٤/ ١٩١٢ (٤٧١٤).
(٧) مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية، أبو عائشة الوادعي الهمداني، حدث عن أبي بن كعب وعائشة وابن مسعود وعلي وعثمان، وعنه الشعبي والنخعي وغيرهم، مات سنة ٦٢ هـ، انظر: السير ٤/ ٦٣، أسد الغابة ٤/ ٣٥٤، تاريخ بغداد ١٣/ ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>