للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما: أنّها ما صارت مثل ﴿آمَنُوا﴾ و ﴿كانُوا﴾ إلاّ بعد الإدغام فكيف يقال ذلك، وأيضا فإنّهم أدغموا ﴿يَأْتِيَ يَوْمٌ﴾ (١) وهو بعين ما علّلوا به، وشرط هذا الإدغام في هذا الحرف عند أبي عمرو ضمّ الهاء كهذه ومثله: ﴿هُوَ وَالْمَلائِكَةُ﴾ (٢) فلو سكنت الهاء امتنع الإدغام نحو ﴿وَهُوَ وَلِيُّهُمْ﴾ (٣) ولو جرى فيها الخلاف أيضا لم يكن بعيدا، فله أسوة بقوله: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ﴾ بل أولى لأنّ سكون هذا عارض بخلاف ﴿الْعَفْوَ وَأْمُرْ﴾ (٤) قاله في (الدر المصون) (٥)، وسبق في الإدغام الكبير مزيد لذلك.

وأمال ﴿وَآتاهُ اللهُ﴾ (٦) حمزة والكسائي وكذا خلف، ووافقهم الأعمش، وبالصغرى والفتح ورش من طريق الأزرق، والباقون بالفتح.

واختلف في «دفاع الله» (٧) هنا وفي «الحج» فنافع، وكذا أبو جعفر ويعقوب بكسر الدّال وألف بعد الفاء، مصدر «دفع» ثلاثيّا نحو: «كتب» «كتابا»، قال أبو ذؤيب (٨):

ولقد حرصت بأن أدافع عنهم … فإذا المنيّة أقبلت لا تدفع

ويحتمل أن يكون مصدر «دافع»، نحو: «قاتل» «قتالا»، وافقهم الحسن، وقرأ


(١) الشورى: ٤٧.
(٢) آل عمران: ١٨.
(٣) الأنعام: ١٢٧.
(٤) الأعراف: ١٩٩.
(٥) الدر المصون ٢/ ٥٣٠، والنقل بتصرف.
(٦) البقرة: ٢٥١.
(٧) البقرة: ٢٥١، الحج: ٤٠، النشر ٢/ ٢٣١، المبهج ١/ ٥٠٣، إيضاح الرموز: ٣٠٤، مصطلح الإشارات: ١٦٩، مفردة الحسن: ٢٣٠.
(٨) البيت من الكامل، وهو لأبي ذؤيب، خويلد بن خالد بن محرث، شاعر مخضرم، مات سنة ٢٧ هـ، والبيت من قصيدة يرثي بها أبناءه الخمسة الذين ماتوا في عام واحد بالطاعون، انظر جمهرة أشعار العرب: ٣٥٦، المفضليات: ٤٢٢، ديوان الهذلي ١/ ٢، فحول الشعراء ١/ ١٢٣، تاج العروس ١٧/ ٥١١، الأعلام ٢/ ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>